قال ناشطون إن طالبات في طهران رددن "اغرب عن وجوهنا" خلال زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لحرم جامعتهن، السبت، 8 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وإدانته لاحتجاجات المتظاهرين الغاضبين لوفاة شابة أثناء احتجازها لدى الشرطة.
فمع دخول المظاهرات الحاشدة في أنحاء البلاد أسبوعها الرابع، خاطب رئيسي الأساتذة والطلاب في جامعة الزهراء في طهران، حيث ألقى قصيدة وصف فيها "مثيري الشغب" بالذباب.
رئيسي يهاجم المتظاهرين
نقل التلفزيون الرسمي عنه قوله "يتصورون أنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم الشريرة في الجامعات… إنهم لا يدركون أن طلابنا وأساتذتنا يقظون، ولن يسمحوا للعدو بتحقيق أهدافه الشريرة".
في المقابل نشر حساب "تصوير1500" على موقع تويتر مقطعاً مصوراً قال إنه لطالبات يهتفن "اغرب عن وجوهنا يا رئيسي" و"اغربوا عن وجوهنا يا ملالي" بينما كان الرئيس يزور حرم جامعتهن.
تقرير يخص مقتل مهسا أميني
في سياق ذي صلة، ذكرت وسائل إعلام رسمية، الجمعة، أن تقريراً للطب الشرعي الإيراني نفى أن تكون وفاة مهسا أميني نجمت عن تعرّضها لضربات على الرأس والأطراف خلال احتجاز شرطة الأخلاق لها، وربط وفاتها بمشكلات صحية كانت تعاني منها.
يُذكر أن أميني اعتُقلت في طهران يوم 13 سبتمبر/أيلول 2022، بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة" وتوفيت بعد 3 أيام.
فيما أطلقت وفاة أميني (22 عاماً)، وهي من أكراد إيران، شرارة احتجاجات في أنحاء إيران شكلت أكبر تحدٍّ منذ سنوات لرجال الدين الذين يحكمون البلاد. وخلعت نساء حجابهن في تحدٍّ للمؤسسة الدينية، بينما دعت حشود غاضبة لإسقاط المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
انتقادات حكومية للمظاهرات
من جانبها، وصفت الحكومة الاحتجاجات بأنها مؤامرة من أعداء إيران، ومن بينهم الولايات المتحدة، واتهمت معارضين مسلحين وآخرين بارتكاب أعمال عنف، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن.
تقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن أكثر من 150 شخصاً لقوا حتفهم، وأصيب المئات، واعتُقل الآلاف في حملة قمع شنتها قوات الأمن على الاحتجاجات.
لكن بعد دعوة لمظاهرات حاشدة، السبت، أطلقت قوات الأمن النار على المحتجين، واستخدمت الغاز المسيل للدموع في مدينتي سنندج وسقز الكرديتين، بحسب منظمة هنجاو الإيرانية لحقوق الإنسان.
أما في سنندج عاصمة إقليم كردستان في شمال غرب إيران، لقي رجل حتفه في سيارته، بينما صرخت امرأة قائلة "وقحون"، بحسب هنجاو التي قالت إن قوات أطلقت النار عليه بسبب إطلاقه بوق سيارته، في إشارة إلى احتجاجه.
لكن مسؤولاً كبيراً في الشرطة أكد ما ذكرته قوات الأمن بأنها لم تستخدم الرصاص الحي، وأن الرجل قُتل على أيدي "معادين للثورة" الإسلامية، أو معارضين مسلحين، حسبما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء.
مقتل متظاهر
في سياق متصل، أذاعت المنظمة الحقوقية هنجاو أيضاً مقطعاً مصوراً أظهر مسعفين يحاولون إنعاش شخص، وقالت إن أحد المتظاهرين توفي بعد إطلاق النار عليه في بطنه من قبل قوات الأمن في سنندج. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقطع. وأفادت هنجاو بأن إحدى المدارس في ساحة مدينة سقز امتلأت بتلميذات يهتفن "المرأة، حياة، حرية".
كما أفاد حساب "تصوير 1500″، الذي لديه عشرات الآلاف من المتابعين على تويتر، بإطلاق النار على المتظاهرين في المدينتين الكرديتين شمال غرب البلاد.
فيما قال طالب جامعي، كان في طريقه للانضمام إلى الاحتجاجات في طهران، إنه لا يخشى اعتقاله أو حتى قتله. وأضاف الطالب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز "يمكنهم قتلنا واعتقالنا لكننا لن نبقى صامتين بعد الآن. زملاؤنا في السجن. كيف يمكننا التزام الصمت".