لم تدعُ الصين قادة العالم إلى الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي، المعروف باسم (Cop15) الذي يُعقَد هذا العام؛ مما أثار مخاوف من أنَّ بكين تقلل من أهمية القمة الكبرى بشأن الطبيعة من أجل عدم إحراج الرئيس شي جين بينغ، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وفي ديسمبر/كانون الأول، ستضع الحكومات اللمسات الأخيرة على اتفاق للأمم المتحدة لوقف تدمير العالم الطبيعي في قمة نظمتها الصين، لكن استضافتها كندا. وبسبب سياسة "صفر كوفيد-19" في بكين وبعد عدة تأخيرات، نُقِل اجتماع Cop15 إلى مونتريال، مقر اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي. وكان من المفترض أن يقام في كونمينغ عام 2020.
تعني هذه الخطوة أنَّ على الصين وكندا، اللتين تشهد علاقتهما الدبلوماسية توترات، العمل معاً لتنظيم المؤتمر مع الأمم المتحدة. في أواخر سبتمبر/أيلول، أرسلت الحكومة الصينية، باعتبارها رئيسة الاجتماع، دعوات لحضور Cop15، لكنها وجهتها فقط إلى الوزراء ورؤساء المنظمات غير الحكومية.
وهذا يثير احتمالية عدم حضور أي من قادة العالم المحادثات، حيث ستُوضَع أهداف بشأن التنوع البيولوجي للعقد القادم، ومن غير المتوقع أن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ القمة، وهناك مخاوف من أنَّ المنظمين يحاولون التقليل من أهمية Cop15 لتجنب تسليط الضوء على غيابه. من المفهوم أنَّ العديد من قادة العالم قد أبدوا تصريحات غير رسمية عن رغبتهم في الحضور.
قال أوسكار سوريا، مدير حملة في موقع Avaaz الناشط: "تبعات إرسال الدعوات فقط إلى الوزراء، وليس إلى زعماء العالم، هو أنَّ الرئاسة قررت بطريقة ما إعطاء هذا الاجتماع أهمية أقل مما ينبغي. لقد جردت الصين نفسها من القيادة العالمية. يجب على القادة أن يُظهروا للعالم أنَّ أعلى مستوى من السياسة الدولية يهتم بالانهيار البيئي".
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إلى جانب آخرين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، صوتاً نشطاً في تسليط الضوء على أهمية الوصول لاتفاقية تنوع بيولوجي على غرار اتفاقية باريس. وقد يدعو ترودو الرؤساء ورؤساء الوزراء إلى حدث جانبي. ومع ذلك، فإنَّ مثل هذه الخطوة تثير احتمال حدوث صدام مع الصين.
وعلى الرغم من أنَّ مفاوضات الأمم المتحدة بشأن البيئة تعتبر فنية إلى حد كبير، لكنَّ وجود قادة العالم والناشطين والمشاهير يساعد في إبراز الاتفاقية النهائية. ومن المتوقع أن يشارك نحو 90 رئيس دولة في الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (COP27) في مصر الشهر المقبل، في حين حضر مؤتمر المناخ COP26 في غلاسكو نجوم هوليوود مثل ليوناردو دي كابريو، والرؤساء التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات.
فيما قال أحد المصادر لصحيفة The Guardian: "قد يضطر زعماء العالم إلى دعوة أنفسهم إذا كانوا يريدون الذهاب إلى Cop15″، وقالت إليزابيث ماروما مريما، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، لموقع Climate Home News، إنَّ "الضغط من العديد من الجهات كان يتزايد على كندا والصين لدعوة قادة العالم".