أثارت قافلة روسية تنقل معدات لبرنامج الأسلحة النووية الروسي، مخاوف من أن يكون الرئيس فلاديمير بوتين ربما يستعد لإجراء اختبار نووي، بهدف إرسال "إشارة إلى الغرب"، الذي تشهد علاقاته مع موسكو توتراً كبيراً بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
صحيفة The Daily Telegraph البريطانية، قالت الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن قطاراً تديره الفرقة النووية السرية، ومرتبط بالمديرية الرئيسية الثانية عشرة بوزارة الدفاع الروسية في وسط روسيا، شوهد خلال عطلة نهاية الأسبوع متجهاً نحو خط المواجهة في أوكرانيا.
قناة تليغرام Rybar الموالية لروسيا شاركت اللقطات التي تُظهِر قافلة شحن كبيرة، بينما تنقل ناقلات جُند مدرعة ومعدات أخرى.
من جانبه، قال كونراد موزيكا، المُحلّل الدفاعي المتخصص في الشأن الأوكراني، إنَّ المديرية الثانية عشرة تدير عشرات من مرافق التخزين المركزية للأسلحة النووية.
أضاف موزيكا: "هذه في الواقع مجموعة من المعدات تابعة للمديرية الرئيسية الثانية عشرة لوزارة الدفاع الروسية. والمديرية مسؤولة عن الذخائر النووية وتخزينها وصيانتها ونقلها وإصدارها للوحدات".
أشار مزيكا إلى أن ذلك قد يكون "إشارة للغرب بأنَّ موسكو تُصعِّد"، بعد تحذير بوتين من الحرب النووية، الأسبوع الماضي، لكن الخبير شدد على أنَّ الفيديو لا يُظهِر بأي حال "استعدادات لإطلاق نووي".
توقعات باختبار "سلاح نهاية العالم"
يأتي هذا في الوقت الذي صرحت فيه مصادر لصحيفة The Times البريطانية، بأنَّ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أرسل تقريراً استخباراتياً إلى أعضائه وحلفائه، ينبههم إلى التوقعات بأنَّ روسيا ستختبر طائرتها الطوربيد النووية المُسيّرة "بوسيدون"، ربما في البحر الأسود الذي تسيطر عليه.
يمكن إطلاق طوربيد بوسيدون، المُلقَب بـ"سلاح نهاية العالم"، من غواصة، وفقاً لصحيفة La Repubblica.
تقول صحيفة The Daily Telegraph إن هذه المناورات الأخيرة قد تشير إلى استعداد بوتين اليائس المتزايد لتصعيد الحرب، بعد سلسلة من الهزائم المحرجة في ساحة المعركة، بما في ذلك خسارة مدينة رئيسية في دونيتسك وأحدث الانتكاسات في منطقة خيرسون.
تُشير الصحيفة إلى أنه وفقاً لمسؤولي البنتاغون، تدرس الولايات المتحدة كيفية الرد على مجموعة من السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك المخاوف من أنَّ روسيا قد تستخدم أسلحة نووية تكتيكية.
كان الرئيس بوتين قد قال الجمعة، 30 سبتمبر/أيلول 2022، في احتفال أعلن فيه ضم أربع مناطق أوكرانية لروسيا، إنَّ موسكو ستستخدم "جميع الوسائل المتاحة" للدفاع عن هذه المناطق.
جاء ذلك في الوقت الذي من المتوقع أن تتضمن فيه حزمة المساعدة الأمنية المقبلة لإدارة بايدن إلى أوكرانيا 4 قاذفات صواريخ وذخائر وألغام وعربات مقاومة للألغام، حسبما قال مصدران مطلعان على الحزمة البالغة 625 مليون دولار لوكالة أنباء Reuters، يوم الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حزمة المساعدات هذه هي الأولى منذ إعلان روسيا ضم الأراضي الأوكرانية، والثانية بموجب "سلطة السحب الرئاسي" الأمريكية، منذ حققت أوكرانيا مكاسب كبيرة في ساحة المعركة، في منتصف سبتمبر/أيلول 2022.
كانت راجمات أنظمة صواريخ المدفعية سريعة الحركة (هيمارس) قد أسهمت بدور أساسي في تدمير خطوط الإمداد الروسية، وضرب المقر الرئيسي خلف خطوط العدو قبل الهجمات المضادة الأخيرة من أوكرانيا.