وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مرسوماً ينص على عدم إجراء مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فيما اعتبر الكرملين أن خطوة مثل هذه "لن تنهي الحرب".
أضفى المرسوم طابعاً رسمياً على تصريحات أدلى بها زيلينسكي، يوم الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضم أربع مناطق في أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، وهو إجراء وصفته كييف والغرب بأنه مهزلة غير قانونية.
جاء في المرسوم أنه "من المستحيل إجراء مباحثات مع رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين".
صحيفة The Guardian البريطانية، ذكرت أن زيلينسكي قال في اجتماع الأمن والدفاع الوطني، نهاية سبتمبر/أيلول 2022، إن "بوتين لا يعرف الكرامة والمصداقية"، وأضاف: "نحن مع المباحثات مع روسيا، ولكن مع رئيس آخر".
يأتي التوقيع على هذا المرسوم في وقت صدّق مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) بالإجماع، على اتفاقيات ضم المناطق الأوكرانية الأربع إلى روسيا، وهي لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجية، وخيرسون.
في رده على المرسوم الذي وقعه زيلينسكي، قال الكرملين إن "عمليته العسكرية الخاصة" في أوكرانيا لن تنتهي إذا استبعدت كييف الدخول في محادثات، ولفت إلى أن "التفاوض يتطلب جانبين".
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال في تصريح للصحفيين: "إما سننتظر أن يغير الرئيس الحالي موقفه، أو سننتظر الرئيس المقبل لتغيير موقفه لصالح الشعب الأوكراني".
يهيمن بوتين، الذي سيكمل عامه السبعين هذا الأسبوع، على المشهد السياسي في بلاده لأكثر من عقدين، ولا يزال بإمكانه الترشح لمنصب الرئاسة لولايتين أخريين، بموجب تعديلات دستورية كان هو من أشرف عليها، ومن المحتمل أن يظل في السلطة حتى عام 2036.
تقدم أوكراني بالمعارك
يتزامن توقيع المرسوم مع إعلان أوكرانيا عن تحقيقها تقدماً في المعارك ضد القوات الروسية، وقال زيلينسكي، الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن الجيش الأوكراني حرر بلدات جديدة في عدد من المناطق، لكنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل.
أضاف زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو: "التقدم الذي يحققه جيشنا اليوم مستمر، بالنسبة لجميع مقاتلينا، "تم تحرير مراكز سكانية جديدة في عدة مناطق. القتال العنيف مستمر في عدة قطاعات من الجبهة".
القوات الأوكرانية واصلت، الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، تدفقها عبر الخطوط الروسية، وتقدمت بسرعة على طول نهر دنيبرو، ما يهدد خطوط الإمداد لآلاف من القوات الروسية.
لم تقدم كييف الكثير من المعلومات عن المكاسب، لكن مصادر روسية اعترفت بأن هجوم الدبابات الأوكرانية حقق تقدماً لمسافة عشرات الكيلومترات على طول الضفة الغربية للنهر، واستعادت كييف عدداً من القرى على طول الطريق.
يعكس هذا التقدم النجاحات الأوكرانية الأخيرة في الشرق، والتي قلبت دفة الحرب ضد روسيا، حتى عندما حاولت موسكو زيادة المخاطر بضم أراض وإصدار أمر بالتعبئة والتهديد باستخدام أسلحة نووية.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشنّ روسيا هجوماً عسكرياً في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.