تجاهل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اعتراضات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وهو أرفع أجهزته الأمنية، على صفقة تبادل أسرى تمت بين روسيا وأوكرانيا أواخر سبتمبر/أيلول 2022، وفقاً لما قاله مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون مطلعون.
جاء ذلك بحسب ما أوردته صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 1 أكتوبر/تشرين الأول 2022، والتي قالت إن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي كان يخشى تصاعد مشاعر الاستياء العام في روسيا بسبب طبيعة صفقة التبادل.
تضمنت الصفقة، وهي أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022، إطلاق سراح نحو 300 شخص، 215 أوكرانياً، و55 روسيّاً، وأحد المقربين من بوتين، و10 رعايا أجانب.
المسؤولون قالوا إن أرقام الأسرى غير متوازنة في الصفقة، حيث كان عدد الأسرى الأوكرانيين أربعة أضعاف نظرائهم الروس، ونوعية الجنود الأوكرانيين المفرج عنهم، 108 من فوج آزوف، أثارت قلق جهاز الأمن الفدرالي الروسي.
مسؤول أوكراني رفيع تحدث للصحيفة الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "كان معارضاً لهذه الصفقة بالكامل، لأنه خشي تبعات رد الفعل الشعبي على هذه الصفقة".
حين تمت الصفقة في 22 سبتمبر/أيلول 2022، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بها، ووصفها بأنها "انتصار لأوكرانيا"، فيما تعرض الكرملين لانتقادات نادرة من القوميين المؤيدين للحرب، الذين شجبوا إطلاق سراح مقاتلين تدعوهم روسيا بـ"النازيين الجدد".
إيغور غيركين، الذي تولى قيادة هجوم القوات الروسية بالوكالة في شرق أوكرانيا على جيش كييف عام 2014، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذه الصفقة (…) أقل ما توصف به أنها جريمة (…) وأفظع من أي خطأ. إنها غباء مطلق".
اعتراضات جهاز الأمن الفيدرالي على صفقة التبادل، تُعد أحدث كشف في صفقة غير اعتيادية توسطت فيها مجموعة متنوعة من القادة، منهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفق شروط هذه الاتفاقية، أطلقت روسيا سراح خمسة من القادة الذين تولوا مسؤولية الدفاع عن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، وأصبحوا رموزاً وطنية للمقاومة.
أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه صحيحٌ أنه لا يمكن للمفرج عنهم مغادرة تركيا حتى نهاية الحرب، لكنهم ليسوا محبوسين ولهم حرية التنقل في البلاد.
من جانبه، قال أندريه يوسوف، المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، إنه تم تبادل الجنود الأوكرانيين الآخرين عند الحدود الشمالية لأوكرانيا مع روسيا، بينما نُقل العشرة الأجانب، وهم خمسة بريطانيين وأمريكيان ومغربي وكرواتي وسويدي، إلى السعودية قبل إعادتهم إلى بلادهم.
إلى جانب الـ55 جندياً روسيّاً، أطلقت أوكرانيا سراح فيكتور ميدفيدشوك، وهو زعيم حزب محظور مؤيد لروسيا في أوكرانيا، ومتهم بالخيانة.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم- في مقدمتها واشنطن- إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.