تعرض مقدم في الجيش الروسي للضرب بعد أن قال داخل قاعة مليئة بالمجندين الجدد إنهم جميعاً سيكونون "وقوداً للمدافع ومصيرهم هو الذبح"، وفقاً لمقطع فيديو صوَّر الواقعة، ونقلته صحيفة New York Post الأمريكية، السبت 1 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
إذ اندلعت المواجهة العنيفة داخل صالة رياضة في مدينة بينزا الروسية، بعد أن تحولت إلى ثكنة عسكرية مؤقتة لاستضافة 1080 مجنداً ضمن حملة التعبئة الإجبارية.
وأظهر الفيديو العديد من جنود الاحتياط وهم يعتدون بالضرب على رجل يرتدي الزي العسكري، ويلكمونه في وجهه، ويركلونه بعد سقوطه بجوار صف من الأسرّة ذات الطابقين.
فيما انبعث صوتٌ رسمي من نظام مكبرات الصوت الداخلي في صالة الألعاب الرياضية لتوبيخ المشاكسين الذين بدأوا الشجار بالأيدي. ثم وعدهم قائلاً: "سيكون أمامكم ما يكفي من الوقت للشجار والقتال"، في إشارةٍ واضحة إلى الحرب في أوكرانيا.
وقال رجل يزعم أنه شقيق أحد المجندين في مركز التعبئة المذكور، إنّ وجه المقدم "تهشّم" من اللكمات بعد أن جال في المكان لإخبار المجندين بأنهم سيصبحون "وقوداً للمدافع"، وأنهم جميعاً في طريقهم إلى الذبح.
وذكر أن عدداً من الموجودين داخل صالة الألعاب الرياضية المزدحمة كانوا يعانون من حالات طوارئ طبية تطلبت استدعاء سيارات الإسعاف.
فيما زعم شقيق المجند أن "جميع الموجودين هناك تحت تأثير الخمر"، وتنبأ بأن المجندين في هذه التعبئة سيطعن بعضهم بعضاً بالسكاكين في مرحلةٍ ما.
يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن مؤخراً عن تعبئة 300 ألف جندي احتياط على الأقل. ولم تتمتع هذه الخطوة بشعبيةٍ كبيرة، حيث أثارت الاحتجاجات ودفعت بعشرات الآلاف من الرجال إلى الفرار من البلاد.
استعداد للأسوأ
وتنتشر تقارير حول شحن جنود الاحتياط إلى الخطوط الأمامية دون تدريب يُذكر ومع إمدادات طبية محدودة.
بحسب وكالة بلومبرغ الأمريكية، فقد ارتفعت أسعار الملابس والمعدات ذات الطراز العسكري بشكل كبير، لدرجة أن المنظمين قالوا، الجمعة 30 سبتمبر/أيلول، إنهم يفتحون تحقيقاً فيما إذا كان بعض تجار التجزئة ربما يتلاعبون بالأسعار.
وفي حين أن مبيعات الأسلحة مقيدة بشدة، أصبحت الضرورات الأخرى مثل الملابس الداخلية الدافئة والسترات الواقية من الرصاص وأكياس النوم وأدوات الإسعافات الأولية والخوذات، تُباع الآن.
أبلغت بعض المتاجر عن زيادة بنسبة 40% في أعداد المشترين، في حين ارتفعت الأسعار بنسبة 10-20%، وفقاً لتقارير الصحف الروسية.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أقر، الخميس، بوقوع "أخطاء" في أثناء تنفيذ التعبئة العسكرية الجزئية بالبلاد، وأمر السلطات المعنية بتصحيحها.
حيث قالت وكالة الأناضول إن بوتين بحث تطورات التعبئة العسكرية الجزئية، مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، خلال اجتماع، الخميس. وأشار بوتين إلى ضرورة استدعاء الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة عسكرية فقط إلى الجيش، في إطار التعبئة الجزئية.
كما قال بوتين إن الأشخاص الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية يجب أن يخضعوا حتماً لتدريب إضافي قبل إرسالهم إلى الوحدات. وأكّد أنه "يجب تصحيح جميع الأخطاء، وعدم السماح بوقوعها مجدداً في المستقبل".
منذ 24 فبراير/شباط الماضي، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا؛ ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.