يستعد الروس الذين استُدعوا للقتال، بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين، التعبئة الإخبارية، لأسوأ الاحتمالات، وذلك لشعورهم بالقلق من أن جيشه، الذي يفتقر إلى الإمدادات، لن يكون قادراً على تزويدهم حتى بالأساسيات عند وصولهم إلى الجبهة، بحسب ما قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022.
بحسب الوكالة الأمريكية، فقد ارتفعت أسعار الملابس والمعدات ذات الطراز العسكري بشكل كبير، لدرجة أن المنظمين قالوا، الجمعة، إنهم يفتحون تحقيقاً فيما إذا كان بعض تجار التجزئة ربما يتلاعبون بالأسعار.
منذ أن أمر بوتين، في 21 سبتمبر/أيلول، بتعبئة 300 ألف جندي احتياط لتنشيط غزوه المتعثر لأوكرانيا، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بتقارير عن قادة محليين مرتبكين يخبرون المجندين أنهم سيضطرون إلى توفير معظم معداتهم الخاصة.
وفي حين أن مبيعات الأسلحة مقيدة بشدة، أصبحت الضرورات الأخرى مثل الملابس الداخلية الدافئة والسترات الواقية من الرصاص وأكياس النوم وأدوات الإسعافات الأولية والخوذات، تُباع الآن.
وأبلغت بعض المتاجر عن زيادة بنسبة 40% في أعداد المشترين، في حين ارتفعت الأسعار بنسبة 10-20%، وفقاً لتقارير الصحف الروسية.
أقر بوقوع أخطاء
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أقر، الخميس، بوقوع "أخطاء" في أثناء تنفيذ التعبئة العسكرية الجزئية بالبلاد، وأمر السلطات المعنية بتصحيحها.
حيث قالت وكالة الأناضول إن بوتين بحث تطورات التعبئة العسكرية الجزئية، مع أعضاء مجلس الأمن الروسي خلال اجتماع الخميس. وأشار بوتين إلى ضرورة استدعاء الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة عسكرية فقط إلى الجيش، في إطار التعبئة الجزئية.
كما قال بوتين إن الأشخاص الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية يجب أن يخضعوا حتماً لتدريب إضافي قبل إرسالهم إلى الوحدات. وأكّد أنه "يجب تصحيح جميع الأخطاء، وعدم السماح بوقوعها مجدداً في المستقبل".
وأدى قرار الكرملين الإعلان عن تعبئة جزئية إلى اندفاع الرجال في سن التجنيد لمغادرة البلاد؛ ما أدى إلى هجرة عقول جديدة، ربما لم يسبق لها مثيل.
حيث تشكّلت اختناقات مرورية امتدت لأميال عند المعابر الحدودية لروسيا، بينما نفذت معظم تذاكر الطائرات التجارية ذات الاتجاه الواحد للأيام المقبلة، وتضاعفت أسعارها بشكل غير مسبوق.
فيما ذكرت جماعات حقوقية مستقلة أنَّ حرس الحدود عند نقطة العبور العملياتية الوحيدة لروسيا مع جورجيا يمنعون، منذ يوم الأحد 25 سبتمبر/أيلول، بعض الأشخاص من الخروج، مستشهدين بقانون التعبئة.
رداً على سؤال حول احتمال إغلاق الحدود في مكالمة مع الصحفيين، يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "لا أعرف أي شيء عن هذا. في الوقت الحالي، لم يُتخَذ أي قرار بهذا الشأن".
بينما توقعت إحدى الدراسات أن تخسر روسيا 15% من أصحاب الملايين هذا العام، مع انتقال مواطنيها الأكثر ثراءً إلى الخارج. ومن المرجح أن تؤدي التعبئة إلى تعميق هذا التدفق؛ ما قد يؤدي إلى تفاقم الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الروسي.
مع صدور هذا القرار ارتفع سعر بعض تذاكر السفر من موسكو 10 أضعاف، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن عدداً من الروس وصلوا إلى إسطنبول، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022.
أشارت الوكالة إلى أنه لم يشأ أحد من الروس الواصلين إلى إسطنبول والحاملين أمتعتهم المُعدّة على عجل، الكشف عن هوياتهم الكاملة؛ خوفاً من اتخاذ الشرطة الروسية تدابير بحقّ أقرباء لهم اختاروا البقاء في روسيا.
عبّر الجميع عن قلق لم يعرفوه منذ بدء الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، في فبراير/شباط 2022.
منذ 24 فبراير/شباط الماضي، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا؛ ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.