أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022، تقديم بلاده طلباً للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" بموجب إجراءات معجلة، وذلك بعد فترة وجيزة من توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وثيقة ضم مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية إلى روسيا.
وقال زيلينسكي، في منشور على تليغرام: "في الواقع، لقد شققنا طريقنا بالفعل إلى حلف الناتو. وأثبتنا توافقنا مع معايير الحلف"، كما أضاف أن هذا الأمر أصبح "حقيقة بالنسبة إلى أوكرانيا في ساحة المعركة وفي جميع جوانب تعاوننا" مع الحلف.
تابع: "يثق بعضنا ببعض، ويساعد ويحمي بعضنا بعضاً، هذا هو التحالف"، كما أردف: "اليوم، تقدم أوكرانيا طلباً للقيام بذلك بحكم القانون. وفقاً للإجراء الذي يناسب هدفنا المتمثل في حماية مجتمعنا بكامله".
وقال الرئيس الأوكراني: "بطريقة عاجلة، نتخذ خطواتنا الحاسمة من خلال توقيع طلب أوكرانيا للحصول على العضوية المعجلة في الناتو".
بخصوص مباحثات السلام مع روسيا، قال زيلينسكي إنه "لن تكون هناك محادثات سلام مع روسيا ما دام فلاديمير بوتين رئيسها".
وأضاف: "دونباس أوكرانية وستظل كذلك. هذه أرضنا وشعبنا، ولن نسلمها أبداً للمحتلين".
قرار الضم
ووقّع الرئيس الروسي بوتين، الجمعة، على معاهدات لضم 4 مناطق أوكرانية تحتل القوات الروسية أجزاء منها لبلده، مما يصعّد حربه المستمرة منذ 7 أشهر ويُدخلها مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بها.
وقال في خطاب أمام مئات الحضور بقاعة سانت جورج بالكرملين: "هذه هي إرادة الملايين من الناس… الناس الذين يعيشون في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون ومنطقة زابوريجيا، أصبحوا مواطنينا للأبد".
في احتفال وصفته كييف بأنه "عرض غريب للكرملين" لا معنى له من الناحية القانونية، ألقى بوتين خطاباً مدته 37 دقيقة ضد الغرب، متهماً إياه بـ"الشيطانية المطلقة" قبل التوقيع على وثائق المعاهدات مع رؤساء المناطق الأربع المدعومين من روسيا.
ثم تشابكت أيديهم جميعاً ورددوا هتاف "روسيا! روسيا!"، في انسجام مع مئات الشخصيات المرموقة التي صفقت بحفاوة بالغة.
جاء الاحتفال بعد 3 أيام من الانتهاء من استفتاءات تم تنظيمها على عجل، والتي قال وكلاء لموسكو في المناطق المحتلة إن أغلبية تصل إلى 99% صوتت فيها لصالح الانضمام إلى روسيا.
وصفت أوكرانيا وحكومات الغرب عمليات التصويت، التي أُعلن عنها قبل 10 أيام فقط، بأنها زائفة وغير شرعية وتمت تحت تهديد السلاح.
وتعني عمليات الضم أن روسيا، التي استولت بالفعل على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، ستطالب الآن بنحو 22% من أراضي أوكرانيا، ومن بينها أجزاء لا تسيطر عليها.