خلاف سياسي في مباراة كرة قدم خيرية لفرنسا.. برلمانيون ينسحبون منها لرفضهم مواجهة اليمين المتطرف

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/29 الساعة 09:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/29 الساعة 09:49 بتوقيت غرينتش
البرلمان الفرنسي/رويترز

أشعلت مباراة كرة قدم خيرية يشارك فيها نواب فرنسيون خلافاً سياسياً بعد أن رفض نواب بالأحزاب اليسارية اللعب في الفريق نفسه الذي يضم النواب المنتمين إلى حزب "التجمع الوطني" الشعبوي اليميني المتطرف، الذي تقوده مارين لوبان.

صحيفة The Times البريطانية، قالت، الأربعاء، 28 سبتمبر/أيلول 2022، إن الأحزاب الثلاثة في الكتلة الرئيسية للمعارضة، "فرنسا الأبية" و"الخضر" و"الاشتراكي"، سحبوا نوابها الذكور والإناث من الفريق المختلط الذي كان من المقرر أن يصطف للعب مباراة ضد لاعبين دوليين سابقين، منهم روبير بيريز وسيدني غوفو، في ملعب بالقرب من برج إيفل، مساء أمس الأربعاء، 28 سبتمبر/أيلول، خدمةً لقضايا الأطفال. 

وعلَّلت الأحزاب اليسارية قرارها بأنها ترفض المشاركة في عملية "التطبيع مع اليمين المتطرف".

ولطالما سعت الأحزاب العامة في فرنسا إلى تصوير "حزب التجمع الوطني" في صورة الحزب المنبوذ والخطير، الذي يجب ألا يُقبل اندماجه في النظام السياسي الديمقراطي للبلاد، إلا أن مساعيهم ضعف أثرها منذ أن عمدت لوبان إلى "إزالة بعض سموم حزبها" ودعايته المتطرفة، واحتلت المركز الثاني مرتين في الانتخابات الرئاسية، وزادت مقاعد الحزب بالبرلمان من 9 إلى 89 نائباً في انتخابات يونيو/حزيران.

مقاطعةَ المباراة

ساند بعض نواب "حزب النهضة" (الجمهورية إلى الأمام سابقاً) الوسطي، الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مقاطعةَ المباراة، وعلى رأسهم زعيمة الحزب في البرلمان أورور بيرجي، التي علَّلت الرفض بالقول: "نحن لا نلعب في الجانب نفسه الذي يلعب فيه أقصى اليسار، ولا أقصى اليمين".

إلى ذلك أيَّد أوليفييه فيران، المتحدث باسم الحكومة، مقاطعة النواب لحزب مارين لوبان، وإن أوضح أنه يعبّر بذلك عن رأيه الخاص وليس رأي الحكومة. وقال فيران إن الجدير بالنواب أن يُبعدوا حزب التجمع عن التيار العام، "أعلم أنها مجرد مباراة رياضية، لكننا لسنا رفقاء. فاليمين المتطرف لا يزال يميناً متطرفاً".

أما كارل أوليف، النائب عن حزب النهضة أيضاً والقيادي البارز بالحزب، فقد رفض دعوات الانسحاب من المشاركة.

في السياق، قال نواب مساندون للمقاطعة إن انتصار تحالف اليمين المتشدد، بزعامة جورجيا ميلوني، في إيطاليا يوم الأحد، 25 سبتمبر/أيلول كان أحد العوامل التي اعتدوا بها في قرارهم. وقالت ماتيلد بانو، النائبة بحزب فرنسا الأبية اليساري، إن "العبرة مما حدث في إيطاليا هو أن (التهوين) من شأن التطبيع مع اليمين المتطرف يساعده في الوصول إلى السلطة".

قرار طفولي ومناقض لقيم الرياضة

في المقابل، استنكر نواب من حزب "الجمهوريين" المحافظ قرارَ المقاطعة، ووصفوه بأنه قرار طفولي، ومناقض لقيم الرياضة. 

أما لوبان، فقد أمضت اليوم في إلقاء بيانات مليئة بالازدراء والهجوم على الأحزاب اليسارية.

 إذ قالت لوبان لمحطة راديو RTL: "إنها مسابقة بينهم [الأحزاب المقاطعة للمباراة] فيمن يكون الأشد سخافة، وأول ضحاياها هم الأطفال [الذين كانت ستخصَّص لهم تبرعات المباراة الخيرية]. وهذا الموقف يكشف الكثير عنهم، فهم ينتهجون الكراهية طوال الوقت. إنهم يُناقضون القيم العظيمة للرياضة، فهي مجال لا مكان فيه لخلافات السياسة".

تحميل المزيد