قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الخميس، 29 سبتمبر/أيلول 2022، إن أنقرة سترسل مزيداً من القوات إلى قبرص التركية لحماية القبارصة الأتراك، وأضاف "سنوفر كل ما يحتاجونه من أسلحة".
يأتي ذلك بعد أن قررت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، توسيع نطاق رفع الحظر الجزئي ليرفع القيود أكثر عن بيع الأسلحة إلى قبرص بشكل عام خلال السنة المالية 2023، وهو ما أثار غضب تركيا.
حيث نددت به وزارة الخارجية التركية، قائلة في بيان إن القرار الأمريكي "سيزيد من تعنت الجانب اليوناني من قبرص، ويؤثر سلباً على جهود إعادة تسوية القضية القبرصية".
قرار أمريكي يهدد قبرص التركية
كما كرر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الخميس، 29 سبتمبر/أيلول، الانتقادات لواشنطن، متهماً إياها بالتخلي عن سياسة الحياد والتوازن في قضيتي قبرص وبحر إيجة لصالح اليونان.
الوزير التركي قال أيضاً: "في الآونة الأخيرة تخلت الولايات المتحدة عن سياستها السابقة بالحياد والتوازن، واتخذت خطوات لصالح اليونان، كما قامت برفع حظر الأسلحة المفروض على الإدارة القبرصية الجنوبية لمدة عام"، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
كما أكد الوزير التركي أن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه خطوات اليونان، وستتخذ التدابير اللازمة حيالها: "بوصفنا دولة ضامنة، سنرسل التعزيزات اللازمة إلى جمهورية شمال قبرص التركية، وسنتخذ الخطوات الضرورية سواء في بحر إيجة أو في جزيرة قبرص، للدفاع عن مصالحنا وأمننا وحماية حقوق القبارصة الأتراك".
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد أكد أن بلاده وجهت التحذيرات اللازمة للولايات المتحدة واليونان بشأن تسليح الجزر التي تتمتع بوضع غير عسكري في بحر إيجة، والقريبة من قبرص التركية.
كما دعا مجلس الأمن القومي التركي، برئاسة أردوغان، جميع البلدان للاعتراف باستقلال جمهورية شمال قبرص التركية، داعياً واشنطن للتراجع عن القرار "الذي سيؤثر سلباً على السلام والتوازن في شرق المتوسط، ويتعارض مع روح التحالف".
في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي مساء الأربعاء، 28 سبتمبر/أيلول، رداً على سؤال حول رصد طائرة مسيرة تركية مؤخراً نقل اليونان عربات مدرعة إلى جزيرتين، قال أردوغان: "وجّهنا التحذيرات اللازمة للولايات المتحدة واليونان من خلال خارجيتنا، وأبلغنا الأمم المتحدة بالموضوع في 17 سبتمبر/أيلول الجاري".
فيما وجَّه أردوغان رسالة مباشرة إلى واشنطن، قائلاً: "ننتظر من الولايات المتحدة ألا تدفع اليونان للانخراط في حسابات خاطئة، وألا تسمح بالتلاعب بالرأي العام الدولي".
أنقرة تدعو اليونان إلى الحوار
من جهته، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، اليونان إلى الحوار من أجل حل الخلافات القائمة بين البلدين بالوسائل الدبلوماسية.
كما قال أكار في مؤتمر صحفي بولاية شرناق (جنوب شرق): "نحن جاهزون للمحادثات مع اليونان دائماً، فليتفضلوا إلى تركيا أو نحن نذهب إلى أثينا، دعونا نلتق ونتباحث لحل المشاكل القائمة بيننا".
المسؤول التركي تابع: "للأسف تستمر اليونان بأنشطتها وخطاباتها الاستفزازية، ويُظهر بعض السياسيين موقفاً عدوانياً للغاية تجاه تركيا بغية تحقيق مكاسب سياسية داخلية".
بينما أكد أكار أن تركيا تؤيد دائماً حل المشاكل بالطرق والوسائل السلمية، معرباً عن أمله في أن يتراجع القائمون على السياسة في اليونان عن مواقفهم التي تُلحق الضرر بالشعب اليوناني.
شدد أيضاً على أن بلاده تريد أن تجعل من بحر إيجة حوض سلام للجميع، داعياً إلى وجوب تقاسم ثروات المنطقة البحرية بشكل عادل. واستطرد: "تركيا لا تشكل تهديداً لأحد، نريد أن يدرك الجميع ذلك، لكن نريد في الوقت ذاته أن يعلم الجميع بأن دعواتنا للحوار والتفاوض لا تعني ضعفاً، فنحن مصممون على الدفاع عن حقوقنا وحقوق أشقائنا القبارصة، وقادرون على ذلك".
كانت طائرات مسيّرة تركية رصدت قيام اليونان بنقل 23 مدرعة إلى جزيرة ميديلّي (لسبوس) و18 أخرى إلى سيسام (ساموس) يومي 18 و21 سبتمبر/أيلول الجاري. وكان من اللافت أن المدرعات من تلك التي منحتها الولايات المتحدة إلى اليونان، ووصلت إلى ميناء دده أغاج (أليكساندروبولي).