تحظى الاحتجاجات الجارية في إيران بمساندة شعبية غير مسبوقة من مشاهير في مختلف مجالات الفنون والرياضة، في مؤشر على تمدُّد الغضب العام الذي أثارته حادثة وفاة الشابة مهسا أميني، بعد اعتقال "شرطة الأخلاق" لها في وقت سابق من هذا الشهر.
وكالة Bloomberg الأمريكية قالت، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2022، إن 6 ممثلات أكثرهن شاركن في أدوار تمثيلية بارزة في مسلسلات تلفزيونية شهيرة، انضممن إلى النساء المحتجات اللاتي خلعن حجابهن علناً أو قصصن شعورهن، تضامناً مع مهسا أميني والاحتجاجات المطالبة بالقصاص لها.
الممثلة شيفا إبراهيمي، كتبت على حسابها بموقع إنستغرام: "أنا امرأة إيرانية ارتديت الحجاب سنوات طويلة قهراً وخوفاً، ولم يكن ذلك عن اختيار منِّي، ولن يكون كذلك".
أشارت الوكالة إلى مزاعم بأن سلطات الدولة، التي تحتكر فعلياً خدمات الإذاعة والتلفزيون في إيران، طردت الممثلات اللاتي أبدين مساندتهن للاحتجاجات من خدماتها عملياً.
من جانبه، قال محمد مهدي إسماعيلي، وزير الثقافة والإرشاد الإيراني، إن الممثلات اللاتي نشرن صوراً من دون حجابهن على وسائل التواصل الاجتماعي "خالفن القانون"، و"لديهن الحرية الآن للبحث عن وظائف جديدة لهن في مكان آخر".
في السياق ذاته، قال أصغر فرهادي، المخرج الإيراني الحائز على جائزتي أوسكار، في مقطع فيديو نُشر على موقع إنستغرام يوم السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، إن المتظاهرات "يبحثن عن حقوق بسيطة، لكنها أساسية، وقد حرمتهن الدولة منها طيلة سنوات".
كذلك أعرب فرهادي عن فخره بما يفعلن، وحثَّ الفنانين والمثقفين والناشطين المدافعين عن الحقوق المدنية في جميع أنحاء العالم على مساندة المتظاهرين.
كذلك انضم رياضيون بارزون أيضاً إلى الأصوات المساندة للاحتجاجات، ومنهم لاعب كرة القدم السابق علي كريمي، وهو مدرب كرة قدم، ولاعب سابق بالمنتخب الإيراني وعدة أندية، منها نادي بايرن ميونيخ الألماني، ويقيم حالياً في دبي، ويتابع حسابه على موقع إنستغرام 12.6 مليون متابع.
على أثر ذلك، حرضت وكالة أنباء "فارس" التابعة للدولة على اعتقال كريمي، وأظهرت صور منتشرة على موقع تويتر يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، ما يبدو أنه إعلان للحجز على منزله بإخطارات رسمية.
أشارت وكالة Bloomberg إلى أنها من التحقق من الصور، لكنها ظهرت بعد أن هاجم سياسي محافظ ونائب سابق بالبرلمان، كريمي على التلفزيون الحكومي، وحرَّض السلطات على مصادرة أملاكه في إيران عقاباً له.
في معرض الرد على ذلك، رفض كريمي الانصياع للتهديد، وكتب في تغريدة على موقع تويتر يوم الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2022 إن "منزلاً من دون وطن لا قيمة له".
يأتي هذا فيما تتواصل الاحتجاجات في مناطق مختلفة في إيران، وانتشرت شرطة مكافحة الشغب الإيرانية في الساحات الرئيسية بطهران، الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022، لمواجهة محتجين يهتفون "الموت للديكتاتور"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
على الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى والإجراءات الصارمة التي شنتها قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، والذخيرة الحية في بعض الحالات، أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إيرانيين ينادون بإسقاط حكم المؤسسة الدينية للبلاد والمستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
وفقاً لوسائل إعلام رسمية فإن 41 شخصاً، بينهم أفراد من الشرطة ومسلحون موالون للحكومة، لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات. وأعلنت منظمات إيرانية لحقوق الإنسان عن حصيلة قتلى أعلى.
يُذكر أن "شرطة الأخلاق" الإيرانية التي تطبق قواعد الجمهورية الإسلامية الصارمة على ملبس النساء، قد احتجزت الشابة أميني (22 عاماً)، وهي من مدينة سقز الكردية شمال غرب البلاد، في 13 سبتمبر/أيلول 2022 في طهران بسبب "ملابسها غير اللائقة".
توفيت بعد ثلاثة أيام في المستشفى بعد دخولها في غيبوبة، مما أدى إلى أول ظهور كبير للمعارضة في شوارع إيران منذ أن سحقت السلطات احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في عام 2019.
