قال جيش كوريا الجنوبية، الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022، إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً قبالة ساحلها الشرقي، دون أن تذكر هيئة الأركان المشتركة لسول تفاصيل أخرى، مثل متى وأين أُطلق السلاح؟ أو ما المسافة التي قطعها؟ وفق ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
هذه المرة الثانية التي تُطلق فيها كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً خلال أسبوع، ويتزامن ذلك مع زيارة متوقعة لنائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إلى كوريا الجنوبية، الخميس 29 سبتمبر/أيلول، لإجراء محادثات مع الرئيس يون سوك يول ومسؤولين آخرين.
هاريس تزور منطقة منزوعة السلاح
من المتوقع أن تزور هاريس كذلك الحدود المتوترة مع كوريا الشمالية، وهي منطقة منزوعة السلاح تفصل بين الكوريّتين اللتين تشهدان توتراً تصاعَدَ بعد فشل التفاهمات التي حصلت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
في حين وصف مسؤولون أمريكيون الزيارة بأنها محاولة للتأكيد على "قوة التحالف" بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. والالتزام بـ"الوقوف إلى جانب" كوريا الجنوبية في مواجهة أي "تهديدات" من كوريا الشمالية.
من جانب آخر، نقلت وكالة يونهاب للأنباء، عن جهاز المخابرات الوطني في كوريا الجنوبية، الأربعاء، قوله إن كوريا الشمالية قد تجري أول اختبار نووي لها منذ 2017 على الأرجح، بين 16 أكتوبر/تشرين الأول والسابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.
كانت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، ذكرت في 9 سبتمبر/أيلول الحالي، أن نظام كيم جونغ أون أقرّ قانوناً يرسّخ رسمياً سياساته الخاصة بالأسلحة النووية، بينما وصف زعيم البلاد الخطوة بأنها تجعل وضع البلاد النووي "لا رجعة عنه"، وتحظر أي مفاوضات بشأن نزع السلاح النووي.
توقعات باستئناف التجارب النووية
تأتي هذه الخطوة في وقت يقول فيه مراقبون إن كوريا الشمالية تستعد- على ما يبدو- لاستئناف التجارب النووية للمرة الأولى منذ عام 2017، بعد أن فشلت اجتماعات قمة تاريخية مع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب وزعماء آخرين، في عام 2018، في إقناع كيم بالتخلي عن تطوير الأسلحة.
ويحدد القانون الذي أقره البرلمان الكوري، الخميس 8 سبتمبر/أيلول الجاري، متى يمكن استخدام الأسلحة النووية، بما يشمل حماية الأصول الاستراتيجية للبلاد أو إذا ما تعرضت للهجوم. كما يحظر أيضاً أي نقل للأسلحة أو التكنولوجيا النووية لدول أخرى.
تعقيباً على القرار ذاته، قال كيم في كلمة ألقاها أمام مجلس الشعب الأعلى (البرلمان)، إن "الأهمية القصوى لإصدار تشريع سياسة الأسلحة النووية هي رسم خط لا رجعة عنه، حتى لا تكون هناك مساومة على أسلحتنا النووية".
يُذكر أن كوريا الشمالية أجرت تجربة إطلاق صاروخي كروز في البحر، الأربعاء 17 أغسطس/آب الماضي، في أول اختبار من نوعه منذ شهرين.
والأحد 25 سبتمبر/أيلول، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً غير محدد تجاه بحر الشرق، وفق ما ذكره جيش كوريا الجنوبية، وذلك بعد يومين من وصول حاملة طائرات أمريكية تعمل بالوقود النووي إلى المنطقة، من أجل إجراء مناورات.
ووصلت حاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة لإجراء تدريبات مشتركة مع البحرية الكورية الجنوبية هذا الأسبوع، فيما وصفه كيم بأنه "عمل خطير للغاية"، قد يدفع شبه الجزيرة الكورية إلى حافة الحرب.