تداول رواد مواقع التواصل، الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022، مشهداً مؤثراً لوالد الشهيد عبد الرحمن خازم وهو يودع ابنه الذي استشهد صباح الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مخيم جنين.
حيث ظهر الأب فتحي، الذي كان قد فقد ابنه رعد بعد تنفيذه عملية فدائية في تل أبيب أدت إلى استشهاده، صامداً ومتماسكاً، وودّع ابنه الشهيد بكلمات ترضّى فيها عنه وأشاد باشتباكه مع قوات الاحتلال.
قال فتحي: "يا فلذة كبدي، قاتلت في سبيل الله واشتبكت مع عدو الدين، مقبلاً غير مدبر، اللهم إني أشهدك وملائكتك وحملة عرشك، أني راضٍ عن ابني عبد الرحمن، فارضَ عنه يا الله".
في 7 أبريل/نيسان 2022، نفّذ رعد خازم (29 عاماً)، عملية إطلاق نار في شارع "ديزنغوف" وسط مدينة تل أبيب، أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة 10 آخرين، ومن ليلتها تطارد قوات الاحتلال والده فتحي وتحاول اعتقاله.
يشار إلى أن فتحي والد الشهيدين أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وقد أصيب أثناء مشاركته فيها واعتقل بعد ذلك، وشغل مع مجيء السلطة منصباً عسكرياً برتبة عقيد في الأمن الوطني، قبل أن يتقاعد مبكراً.
اقتحام مخيم جنين
واستُشهد الأربعاء نحو 4 فلسطينيين وأصيب آخرون برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد قيامه باقتحام مخيم جنين.
وزارة الصحة الفلسطينية قالت إن الشهداء هم: عبد الرحمن فتحي خازم شقيق رعد خازم، ومحمد محمود الونة، وأحمد نظمي علاونة، فيما أصيب 9 أشخاص آخرين بجروح مختلفة، بينهم حالتان خطيرتان.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المخيم معززة بالوحدات الخاصة، وحاصرت منزل عائلة الشهيد رعد خازم في المخيم قبل أن تستهدفه بصاروخ مضاد للدروع، وخلال ذلك وقعت اشتباكات مسلحة بين فلسطينيين وعناصر من جيش الاحتلال.
اندلعت اشتباكات كبيرة خلال الاقتحام، كما أطلقت قوات الاحتلال النار على مدنيين عزل؛ ما أوقع عدداً من الإصابات، وأشار الشهود إلى أنه قد سُمعت أصوات انفجارات، أعقبتها مشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من موقع المنزل المحاصر.
ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مركبات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى المنطقة المحاصرة في شارع مهيوب في مخيم جنين؛ إذ قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن "الجيش يشن أعمالاً عسكرية في منطقة مخيم جنين، دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل".
وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها في جنين، لا سيما في المخيم، وتحصل عمليات الاقتحام غالباً خلال الفجر، وتتخللها اشتباكات بين الجنود ومقاتلين فلسطينيين.
وقبل أيام، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتزامه فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية والمعابر مع قطاع غزة، خلال الأعياد اليهودية؛ إذ قال الجيش في بيان: "بناء على تقييم الوضع الأمني، وتوجيهات المستوى السياسي تقرَّر فرض إغلاق شامل على منطقة يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة)، وإغلاق المعابر مع قطاع غزة، خلال أعياد رأس السنة اليهودية وغيرها".