كشفت وسائل إعلام فرنسية، أن رئيسة حزب "فراتيللي دي إيطاليا"، جورجيا ميلوني، الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، تخطط لإنشاء "مهمة عسكرية أوروبية" بهدف مواجهة المهاجرين من دول شمال إفريقيا.
مجلة Le Piont الفرنسية قالت إن ميلوني ألقت خطابات حول موضوع الهجرة، إذ أبدت معارضتها لسياسة رئيس الوزراء ماريو دراغي وسياسات دول المغرب العربي، التي قالت إنها جعلت "جزءاً من شعوبها تستسلم للسراب الأوروبي"، مشيرة إلى أن ميلوني تعتزم إقامة حصار بحري على البحر الأبيض المتوسط لوضع حد للهجرة غير الشرعية، التي اقتحمت شواطئ بلادها، وأنه مع وجودها في السلطة لا مزيد من الهزل في بروكسل إزاء هذا الملف، على حد قولها.
كما تعتزم ميلوني إنشاء ما سمّته بـ"مهمة عسكرية أوروبية" لمواجهة موجات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، وذلك بالتنسيق مع السلطات الليبية.
أول سيدة تحكم إيطاليا
ويشار إلى أن جورجيا ميلوني ستصبح أول سيدة تحكم إيطاليا بعد أن فاز تحالف اليمين المتطرف الذي تقوده في الانتخابات، في أحدث مؤشر على أن اليمين بات يحكم أوروبا، فماذا يعني ذلك؟ ومن الدول المرشحة تالياً للسقوط؟
إذ أظهرت النتائج المؤقتة للانتخابات البرلمانية أنه من المتوقع حصول التكتل اليميني على أغلبية قوية في مجلسي البرلمان؛ إذ بعد فرز أكثر من نصف الأصوات حصل حزب إخوة إيطاليا، اليميني المتطرف، بزعامة ميلوني، على 26% تقريباً، رغم أن الحزب نفسه كان قد حصل على 4% فقط في الانتخابات العامة السابقة في 2018.
وهو ما يعني أن ميلوني تستعد على ما يبدو لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، على رأس أكثر الحكومات يمينية منذ الحرب العالمية الثانية، أي منذ الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني.
تخوفات لدى المهاجرين في أوروبا
كانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت تقريراً عنوانه "صعود اليمين المتطرف.. هل تشهد أوروبا مهرجان انتخاب الزعماء الشعبويين؟"، رصد ما يعنيه صعود أحزاب اليمين المتطرف إلى قمة السلطة في القارة العجوز.
إذ إن السمة الرئيسية الغالبة على الجماعات والأحزاب المنضوية في إطار اليمين بشكل عام، سواء أكانت أحزاباً متطرفة تعمل في إطار عملية ديمقراطية أم أخرى معارضة لها، هي الخطاب الذي يتحدث باستمرار عن وجود تهديد عرقي أو ثقافي ضد مجموعة "أصلية"، من قِبل مجموعات تعتبر دخيلة على المجتمع، وعن ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية، ومن ثم تأتي معارضة اليمين المتطرف للهجرة.
وتشترك جماعات اليمين المتطرف في بعض السمات الرئيسية، كالنزعة القومية، أو ما يمكن وصفه بالشعور بأن بلداً ما وشعب هذا البلد أرقى من غيره. ولدى تلك الجماعات شعور قوي بالهوية الوطنية والثقافية، إلى درجة اعتبار أن اندماج ثقافات أخرى يشكل تهديداً على تلك الهوية، ومن ثم فإنها ترفض فكرة التنوع.