اعترف "الحزب الديمقراطي" الذي يمثل يسار الوسط في إيطاليا، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، بهزيمته في الانتخابات العامة، وذلك في وقت قال فيه حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف إنه في طريقه إلى السلطة.
ديبورا سيراتشياني، البرلمانية البارزة في "الحزب الديمقراطي"، قالت للصحفيين في أول تعليق رسمي للحزب على النتيجة: "هذه أمسية حزينة للبلاد"، وأشارت إلى أن "اليمين له الأغلبية في البرلمان لكن ليس في البلاد".
كذلك أشار "الحزب الديمقراطي" إلى أنه سيكون أكبر قوة معارضة في البرلمان المقبل، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
يأتي هذا فيما أظهرت النتائج المؤقتة فوز تحالف يميني بزعامة حزب "إخوة إيطاليا" الذي تقوده جورجيا ميلوني بنحو 43 في المئة من الأصوات، وأنه في طريقه للحصول على أغلبية واضحة في البرلمان.
ميلوني قالت الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، إن الناخبين الإيطاليين منحوا تفويضاً واضحاً لليمين لتشكيل الحكومة المقبلة، ودعت إلى الوحدة للمساعدة في مواجهة مشاكل البلاد العديدة.
أضافت في تصريح للصحفيين: "إذا تم استدعاؤنا لحكم هذا الشعب فسوف نفعل ذلك من أجل جميع الإيطاليين بهدف توحيد الشعب وتمجيد ما يوحده وليس ما يفرقه. لن نخون ثقتكم".
مع فوز "إخوة إيطاليا" ستُتاح للحزب الذي تعود جذوره إلى الفاشية الجديدة، فرصة حكم البلاد للمرة الأولى منذ عام 1945.
بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات لدى إغلاق مكاتب الاقتراع 64,07% مقارنة بـ73,86% في 2018، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
والتحالف الذي يُشكّله حزب "فراتيلا ديتاليا" بزعامة ميلوني، يضم كلاً من "الرابطة اليمينية المتطرفة"، بقيادة ماتيو سالفيني، وحزب "فورزا إيطاليا" المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني.
من شأن انتصار اليمين المتطرف أن يشكل زلزالاً حقيقياً في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، وكذلك في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
في هذا السياق أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي "أدوات" لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة.
من شأن وصول ميلوني إلى السلطة أن يؤدي ذلك إلى إغلاق حدود بلد يصل إلى سواحله سنوياً عشرات آلاف المهاجرين، وهو ما يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية، التي تغيث مهاجرين سراً يعبرون البحر في مراكب متداعية هرباً من البؤس في إفريقيا.
أما في المسائل الاجتماعية، فتعتمد ميلوني المتحدرة من روما مواقف محافظة متشددة، وقالت في يونيو/حزيران 2022: "نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم-عين! نعم للهويّة الجنسية، لا لأيديولوجيا النوع الاجتماعي!".
يتفق الخبراء منذ الآن على أن ميلوني ستواجه تحدياً حقيقياً في التعامل مع حلفاء مربكين، سواء سيلفيو برلسكوني، أو ماتيو سالفيني.