قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، إن مسؤولين غربيين أخبروها أن حلفاء أوكرانيا يرفعون درجة اليقظة والردع النووي، وذلك على هامش تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استعداده للجوء لأسلحة نووية للدفاع عن بلاده.
بوتين كان قد أمر بأول تعبئة للجيش في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية، وساند خطة قد تفضي لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا، وأنذر الغرب بأنه لم يكن يخادع عندما قال إنه مستعد للجوء لأسلحة نووية للدفاع عن روسيا.
بوتين يهدد باستخدام السلاح النووي
كذلك في أكبر تصعيد للحرب في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط 2022، زاد بوتين صراحة من احتمالات الصراع النووي، وأقر خطة قد تفضي لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا تصل لما يوازي حجم المجر، واستدعى نحو 300 ألف من جنود الاحتياط.
فيما قال بوتين في خطاب بثه التلفزيون الروسي: "إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا، هذا ليس خداعاً". وقال كذلك: "الغرب تجاوز كل الخطوط في سياسته العدوانية المناهضة لروسيا.. هذا ليس خداعاً. ومن يحاولون ابتزازنا بالأسلحة النووية عليهم أن يعلموا أن الأمر يمكن أن ينقلب عليهم".
في حين قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مسؤولين غربيين إن "عواصم الغرب تضع خططاً طارئة في حال مضي بوتين قدماً في تهديداته النووية".
دعوات بريطانية لتجاهل بوتين
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، حلفاء بلادها إلى عدم الإنصات إلى "التهديدات الجوفاء" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركيز عوضاً عن ذلك على "مواصلة فرض العقوبات" على موسكو.
حيث اعتبرت تراس، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية بثتها اليوم الأحد، أن بوتين أمر بتصعيد عسكري فوري بسبب "عدم انتصاره" في الحرب على أوكرانيا. وقالت إن بوتين "ارتكب خطأ استراتيجياً بغزو أوكرانيا".
كما أضافت: "أعتقد أن الأوكرانيين تغلبوا عليه، فقد رأيناهم يواصلون صد الهجوم الروسي، وأعتقد أيضاً أن بوتين لم يكن يتوقع قوة الرد من العالم الحر".
ولدى سؤالها كيف ينبغي أن يكون رد الزعماء الغربيين في حال كثّف بوتين نشاطه العسكري في أوكرانيا، قالت تراس: "ينبغي عليهم عدم الإنصات إلى قعقعة سيوفه وتهديداته الجوفاء". وتابعت: "ما نحتاجه، بدلاً من ذلك، هو مواصلة فرض العقوبات على روسيا والاستمرار في دعم الأوكرانيين".
يذكر أنه ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم عديدة إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.
أسلحة جديدة لأوكرانيا
في سياق موازٍ، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، عن وصول صواريخ متطورة إلى بلاده من طراز (NASAMS) "أرض-جو" مقدّمة من الولايات المتحدة.
وعبر اتصال مرئي، حلّ زيلينسكي ضيفاً على برنامج يقدم في قناة "سي بي إس" الأمريكية، تحدث خلاله عن آخر المستجدات على صعيد الحرب الروسية-الأوكرانية.
كما أعرب عن شكره لنظيره الأمريكي جو بايدن، وللكونغرس على دعم واشنطن لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وقال: "لقد تسلمنا NASAMS، وهي منظومات صواريخ دفاع جوية"؛ إلا أنه عاد وأكد أن هذه الصواريخ غير كافية لحماية البنى التحتية كالمدارس والمستشفيات أمام الهجمات الروسية.
في حين أضاف أنه يجب توفير الدعم الأمني والمالي اللازمين لإعادة الأوكرانيين إلى ديارهم. وعبر حلقة البرنامج الأمريكي، طالب زيلينسكي الولايات المتحدة بتوفر دبابات للجيش الأوكراني.
قال إنه "إذا أظهرت الولايات المتحدة ريادتها وقدمت لنا الدبابات، فإن ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى ستحذو حذوها". وتطرق زيلينسكي إلى عمليات استفتاء تشهدها مناطق خارجة عن سيطرة الجيش الأوكراني شرقي البلاد.
حيث قال: "هذه الاستفتاءات رسالة خطيرة مفادها أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن ينهي هذه الحرب". وأجاب زيلينسكي عن سؤال فيما إذا كان يؤمن بأن السلام سيسود أوروبا ما دام بوتين حاكماً في روسيا.