اعتُقل ما لا يقل عن 100 شخص في احتجاج ضد قرار التعبئة في منطقة داغستان بجنوب روسيا، ما يؤكد الغضب من قرار الرئيس فلاديمير بوتين بإرسال مئات الآلاف من الأشخاص للقتال في أوكرانيا.
قرار التعبئة العسكرية الذي أعلن عنه بوتين، الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022، والذي يُعد الأول منذ الحرب العالمية الثانية، أشعل احتجاجات في عشرات المدن في أنحاء البلاد.
وكالة رويترز قالت إن الغضب الجماهيري يبدو قوياً في مناطق الأقليات العرقية الفقيرة مثل داغستان التي يغلب المسلمون على سكانها، والمطلة على بحر قزوين في منطقة شمال القوقاز الجبلية.
مرصد (أو.في.دي) المستقل لحقوق الإنسان قال إنه تم اعتقال ما لا يقل عن 100 شخص في محج قلعة عاصمة داغستان.
ظهرت في العشرات من المقاطع المصورة التي بُثت يوم الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022 على مواقع التواصل الاجتماعي، مواجهات مع الشرطة في محج قلعة عاصمة داغستان وهتف المحتجون: "لا للحرب".
كذلك ظهرت في مقطع مصور مجموعة من النساء يطاردن رجل شرطة، في حين ظهرت في مقاطع أخرى اشتباكات عنيفة جلس خلالها رجال شرطة على محتجين خلال محاولات لإلقاء القبض عليهم.
كذلك أشار مرصد (أو.في.دي) إلى أنه قلق إزاء لقطات "الاعتقالات الشديدة القسوة" المنشورة من محج قلعة.
كانت الشرطة قد أطلقت في وقت سابق الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، أعيرة نارية في الهواء، بعد أن أغلق عشرات المحتجين في قرية بداغستان طريقاً رئيسياً احتجاجاً على إجراءات اتخذها مسؤولون، أفادت تقارير بأنهم استدعوا أكثر من مئة شاب من القرية التي يسكنها 8000 نسمة لأداء الخدمة العسكرية.
دفعت داغستان ثمناً باهظاً للحرب الأوكرانية المستمرة منذ سبعة أشهر، إذ قُتل 301 على الأقل من سكانها، بحسب إحصاء للخدمة الروسية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).
يُعد هذا أكبر عدد من القتلى في أي منطقة روسية، وعشرة أمثال عدد القتلى من بين سكان موسكو التي يقطنها خمسة أمثال عدد السكان في داغستان.
في سياق متصل، تصاعدت الشكاوى في روسيا من الفوضى التي صاحبت تطبيق قرار التعبئة العسكرية، وعبّرت مارجريتا سيمونيان رئيسة تحرير "قناة روسيا اليوم" الإخبارية الحكومية، والموالية للكرملين بشدة، عن غضبها من قيام مسؤولي التجنيد بإرسال أوراق استدعاء إلى الرجال الخطأ، مع تزايد الإحباط من التعبئة العسكرية العامة.
ثارت انتقادات من مؤيدي الكرملين الرسميين، وهو شيء لم يُسمع به تقريباً في روسيا منذ بدء الغزو، وقالت رئيسة تحرير "روسيا اليوم" عبر قناتها على تيليغرام: "تم الإعلان عن إمكانية تجنيد الأفراد حتى سن 35 عاماً، في حين تصل استدعاءات لمن هم في عمر 40 عاماً".
أضافت: "إنهم يثيرون حنق الناس، كما لو كانوا يقصدون ذلك، وكأنها نكاية.. كما لو أن كييف أرسلتهم".
تعتبر روسيا رسمياً ملايين المجندين السابقين جنود احتياط، وهم معظم السكان الذكور في عمر القتال.
يُشار إلى أنه منذ إعلان بوتين لقرار التعبئة العسكرية، اصطف الناس لساعات للعبور إلى منغوليا، أو كازاخستان أو فنلندا أو جورجيا خوفاً من أن تغلق روسيا حدودها، ويرفض هؤلاء الانضمام للجيش الروسي، لكن الكرملين يقول إن التقارير عن حدوث هجرة جماعية مبالغ فيها.