قال سكان في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا، إن القوات الروسية التي كانت تسيطر على المدينة، أجبرتهم على تقديم بياناتهم الشخصية مقابل حصولهم على مساعدات من موسكو حتى تبقيهم على قيد الحياة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، إن سكان مدينة "بالاكليا" التابعة لخاركيف، والتي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها، يبلغ عددهم 15 ألف نسمة، وقد اضطروا للاعتماد على المساعدات الروسية، بسبب غياب السلع بالمتاجر، وعدم وجود أي وسيلة لسحب الأموال.
المساعدات الروسية كانت متوفرة لمن يقبل من السكان الإفصاح عن عناوين منازلهم، وتسليم جوازات سفرهم، وأرقام هوياتهم.
فاليري أحد سكان المنطقة، قال إن القوات الروسية كانت تسجل كل شيء، وأضاف: "كانت حيلة منهم للحصول على البيانات الشخصية، فالبيانات التي تقدمها تحصل مقابلها على علبة معكرونة وبعض اللحم البقري المعلب".
تقول الصحيفة البريطانية، إنه بهذه الطريقة، تمكن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB من وضع قائمة دقيقة للغاية بالمواطنين في المدن المحتلة، التي يمكن استخدامها بعد ذلك للتلاعب بالانتخابات ولأغراض أخرى.
كانت القوات الأوكرانية قد استعادت مساحات شاسعة في مقاطعة خاركيف، بعدما شنت هجوماً واسعاً منذ بداية سبتمبر/أيلول 2022، على القوات الروسية هناك، واستمرت المعارك لأيام، وهُزمت موسكو في المواجهة.
القوات الروسية عندما سيطرت على مناطق في خاركيف عمدت إلى توزيع الصحيفة الأسبوعية المؤيدة لبوتين، Kharkov Z، على السكان، وهي تعتمد التهجئة الروسية لخاركيف.
يظهر في صورة على صفحتها الأولى مسؤول في موسكو يقوم بجولة في مصنع للخبز، وقال التلميذ مكسيم بوريسينكو (14 عاماً)، إن معلمه أخبره أن دروسه اعتباراً من سبتمبر/أيلول 2022 ستكون وفق منهج روسي جديد.
يقول السكان إنه رغم هذه الجهود الدعائية كان الدعم المحلي لضم منطقة خاركيف إلى روسيا محدوداً جداً، وقالت ناتاليا سيرجيفنا: "لو أن العدو جعلنا نشارك في استفتاء لكنت أبطلت ورقتي، لا أحد هنا يريد روسيا، ورئيسنا ذكي، وسنسترد كل ما فقدناه".
يُشار إلى أن روسيا بدأت الجمعة، 23 سبتمبر/أيلول 2022، استفتاءات في أربع مناطق بشرق أوكرانيا، بهدف ضم الأراضي التي احتلتها بالقوة، والمناطق هي دونيتسك، ولوغانسك شرقاً، وخيرسون، وزاباروجيا جنوباً.
سيرغي هايداي، رئيس الإدارة العسكرية لإقليم لوغانسك، قال إن "هذا الاستفتاء مهزلة"، وأضاف أن السرية كانت غائبة، "فكنا نصوّت في أماكن مفتوحة وفي المنازل والساحات. ولو رفض السكان فتح أبواب منازلهم يهدد المفوضون باقتحامها".
أضاف هايداي أن أسماء الذين يصوتون بـ"لا" تُسجل في دفتر ملاحظات، وأن هذا الإجراء يُستخدم ذريعة لتحديد من بلغوا سن التجنيد.