يواجه الروس الذين يأملون في الفرار من التعبئة، التي أمر بها الرئيس فلاديمير بوتين، مأزقاً كبيراً في عدم ترحيب دول الاتحاد الأوروبي المجاورة لروسيا، بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة، 23 سبتمبر/أيلول 2022.
إذ قررت بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، التي تشترك جميعها في الحدود البرية مع روسيا، عدم السماح للروس الفارين من التعبئة بدخول أراضيها.
وقال مسؤولون من بولندا ودول البلطيق في مقابلات إنهم لن يستقبلوا الروس؛ لأن هذا قد يعرّض أمن بلادهم للخطر.
ولم تُبد هذه البلاد تعاطفاً كبيراً مع المواطنين الروس أيضاً، بذريعة أنهم لم يتخذوا موقفاً معارضاً قوياً لتدخلات بلادهم في جورجيا وشبه جزيرة القرم والتدخلات العسكرية الأخرى.
وهذا القرار لا يترك أمام الروس غير الراغبين في القتال سوى طرق أخرى محدودة للخروج من بلد يُعاقَب فيه الرافضون للتعبئة بالسجن لمدة 10 سنوات. وتحظر روسيا خروج من تم تجنيدهم بالفعل.
أما من لم يُجنَّدوا بعد- ولكنهم مؤهلون للتجنيد- فيمكنهم المغادرة، على أن معظم رحلات الطيران والقطارات مع الاتحاد الأوروبي مقطوعة بسبب العقوبات، وتكلفة تذاكر الطيران إلى العواصم الأوروبية غير العضوة في الاتحاد الأوروبي، مثل بلغراد، ارتفعت ونفدت بعد إعلان بوتين عن التعبئة يوم الأربعاء، 21 سبتمبر/أيلول.
إغلاق الحدود
والمسؤولون الأوكرانيون طالبوا الاتحاد الأوروبي أيضاً بإغلاق الحدود في وجه الروس الراغبين في الهروب من التجنيد.
وقرارات السماح لمواطن أجنبي بدخول أوروبا لأسباب تتعلق باللجوء لا بد أن يتخذها مسؤولو الهجرة على أساس كل حالة على حدة. ومنحت حكومات الاتحاد الأوروبي في بعض الأحيان حق اللجوء لجنسيات أخرى من الفارين من التجنيد الإجباري، مثل الإريتريين، الذين كانوا يشكلون الجزء الأكبر من الجنسيات التي تعبر البحر خلال أزمة المهاجرين في أوروبا عام 2015.
لكن في حالة الحرب الأوكرانية، توقع المسؤولون البولنديون ودول البلطيق ألا يسمح مسؤولو الحالة بمرور الروس الفارين من أحكام السجن المفروضة على من يرفضون الخدمة.
ترحيب بالروس في ألمانيا
وفي ألمانيا، قال عديد من الوزراء في الحكومة الائتلافية إن برلين سترحب بطالبي اللجوء الراغبين في الامتناع عن المشاركة في حرب أوكرانيا، وتقول المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إنها تُجري مناقشات مع الدول الأعضاء حول هذه القضية.
إذ قال ماركو بوشمان، وزير العدل الألماني من الحزب الديمقراطي الحر، على تويتر: "من يكره حكم بوتين ويحب الديمقراطية الليبرالية نرحب به في ألمانيا".
يأتي هذا الجدل عن المجندين الروس في أعقاب خلاف داخل الاتحاد الأوروبي عن آلية فرض القواعد التقييدية على المدنيين الروس، الذين يدخلون دول الاتحاد. وفي حين منع عديد من جيران روسيا في الاتحاد الأوروبي السياح الروس من دخول الاتحاد، كانت فرنسا وألمانيا من بين من نوهوا إلى ضرورة السماح بدخول الشباب الروس ونشطاء المجتمع المدني المعارضين لبوتين إلى دول الاتحاد.