البرهان في القاهرة للقاء السيسي.. تناقشا حول أزمة “سد النهضة” الإثيوبي وقضايا أخرى تهم البلدين

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/24 الساعة 18:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/24 الساعة 18:25 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان/ مواقع التواصل

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، تطورات ملف "سد النهضة" الإثيوبي، إضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.

جاء ذلك خلال لقاء جمع السيسي مع البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة، وفق بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.

إذ ذكر البيان أن اللقاء "شهد استعراض آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها تطورات ملف سد النهضة؛ حيث تم التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين".

تأتي زيارة البرهان غير المعلنة سابقاً إلى مصر، وسط أزمات يشهدها السودان خاصة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021؛ حيث تندلع احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، التي قال إنها تهدف إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.

وتتعاون مصر مع السودان في ملفات عديدة أبرزها "سد النهضة"، حيث تتمسكان بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملئه وتشغيله، وسط مفاوضات ثلاثية متجمدة منذ نحو عام مع إثيوبيا.

وتتمسك دولتا مصب نهر النيل مصر والسودان بالاتفاق لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، استعرض السيسي والبرهان "مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين؛ حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين".

وأكد الجانبان "أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى الزخم القائم في العلاقات السياسية والعسكرية، والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين" وفق المصدر ذاته.

ونقل البيان عن السيسي "تأكيده حرص مصر على تقديم كافة سبل الدعم لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في السودان الشقيق".

وأضاف السيسي أن ذلك يأتي "انطلاقاً من دعم مصر الكامل للسودان في كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وكذا الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني، والروابط التاريخية التي تجمع شعبي وادي النيل".

من جهته، أعرب البرهان، وفق ما نقل عنه البيان، عن "التقدير العميق الذي يكنه السودان لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازه بالروابط الممتدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، والتقارب الشعبي والحكومي الراسخ بين مصر والسودان".

وأشاد البرهان "بالدعم المصري غير المحدود من خلال مختلف المحافل للحفاظ على سلامة واستقرار السودان".

أهمية التوصل لاتفاق شامل

وفي 11 سبتمبر/أيلول، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في لقاء مع مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الإفريقي هانا تيتي، موقف بلاده بضرورة التوصل إلى اتفاق شامل بشأن سد النهضة الإثيوبي "في أقرب وقت ممكن".

إذ قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن شكري حذّر أثناء استقباله المبعوثة الأممية من أن بقاء الوضع الحالي يمثل "عدم استقرار ويهدد مصالح شعوب المنطقة، ليس فقط الآن ولكن للأجيال المقبلة".

وأضاف البيان أن الوزير المصري شدد أيضاً على حرص بلاده الدائم على دعم استقرار منطقة القرن الإفريقي "باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي".

لا نريد الضرر 

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن بلاده تنفذ "عملية الملء الثالثة" لسد النهضة، مؤكداً أن إثيوبيا لا تهدف لـ"الإضرار" بمصر والسودان، اللذين يرفضان ملء السد من دون اتفاق ملزم بين الأطراف الثلاثة.

وأعطى أحمد الضوء الأخضر لتشغيل توربين ثانٍ من بين 13 مقررة على سد النهضة الكبير، الذي بنته إثيوبيا على النيل الأزرق بهدف توليد الطاقة الكهربائية.

وفي كلمة له خلال عملية تدشين التوربين الثاني، قال إن "عملية الملء الثالثة الحاصلة حالياً تؤكد أن الأشغال التي أجريت لجمع 22 مليار متر مكعب من المياه وتوليد الكهرباء عبر توربينين لا تؤدي إلى نقص المياه في دول المصب".

وأضاف أنه "يجب على السودان ومصر فهم أن إثيوبيا تعمل لتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية"، مشدداً على عدم وجود نية لـ"إلحاق الضرر بدول المصب"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية.

تحميل المزيد