كشفت وثائق خاصة بوكالة الخدمة السرية الأمريكية أن رئيس الولايات المتحدة السابق، ريتشارد نيكسون، ربما يكون قد تعرَّض وزوجته لإشعاعات ضارة أثناء زيارتهما لموسكو عام 1959.
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022، لم يُطلع نيكسون أحداً على مخاوف تعرضه للإشعاع، ولم تُبلَّغ وزارة الخارجية بالأمر إلا في عام 1976، عندما كشف جيمس غولدن، الضابط بجهاز الخدمة السرية، أن معدات قياس الإشعاع كشفت عن ارتفاع مستوياته داخل غرفة نوم نيكسون وحولها في "سباسو هاوس"، مقر إقامة السفير الأمريكي لدى الاتحاد السوفيتي.
قال غولدن إن وزارة الخارجية أبلغته بعد ذلك أن نيكسون تعرَّض لـ"جرعات هائلة" من الإشعاع الناتج عن بطارية ذرية كانت الاستخبارات السوفيتية تستخدمها لتشغيل أجهزة التنصت المخبأة في المبنى.
لكن غولدن شكك في هذا التحليل الذي أجراه القسم الطبي بوزارة الخارجية، وأشار إلى أن الإشعاع توقف بعد ذلك في المبنى، دون أن يستطيع أحد إدخال البطاريات أو إخراجها، معتقداً أن خبراء وزراء الخارجية لم يكونوا صريحين معه.
وثائق تكشف لأول مرة
عُرف الأمر بعد أن كشف غولدن عنه في عام 1976، لكن هذه أول مرة تُتاح الوثائق الأساسية للحادثة على شبكة الإنترنت، بعد طلب تقدَّم به أرشيف الأمن القومي بجامعة جورج واشنطن إلى مكتبة أرشيف نيكسون الرئاسية.
وقال وليَم بور، أحد كبار محللي الأرشيف والمتقدم بالطلب، إن "هذا الفصل الغريب والمجهول على الحقيقة من فصول الحرب الباردة يستحق مزيداً من الاهتمام حتى يمكن حل الألغاز المحيطة به".
نُشرت تلك الوثائق ضمن مجموعة أكبر من الوثائق المتعلقة باستخدام السوفييت للإشعاع بأنواع مختلفة ضد أهداف أمريكية، ومنها الوثائق الخاصة بمزاعم تعرُّض المقيمين بالسفارة الأمريكية في موسكو لإشعاع الميكرويف طيلة سنوات.
يوصف الإشعاع المؤيَّن بأنه يحتوي على طاقة كافية لإتلاف الخلايا وإحداث خلل أو تغييرات في الحمض النووي. وقد بلغت مقاييس الجرعات في مقر إقامة السفير الأمريكي خلال زيارة نيكسون 15 رونتغن في الساعة. وهذه الجرعة ليست مميتة، لكنها عالية، خاصة أن المعدل المسموح من التعرض للإشعاع لدى العاملين بالمهن ذات الصلة في الولايات المتحدة آنذاك كان يبلغ 5 رونتغن فقط في السنة.
وقال غولدن إن ضباط الخدمة السرية الأمريكيين استنكروا الحيلة السوفييتية على مسمع من أجهزة التنصت في المنزل، فتوقف الإشعاع بعد ذلك.
تشير الوثائق إلى أن الليلة الأولى من زيارة نيكسون، أي في 23 يوليو/تموز 1959، شهدت ارتفاع قراءات مقياس الإشعاع بسرعة، فشكَّ الأدميرال هايمان ريكوفر، المسؤول العسكري البارز في الحاشية وخبير الغواصات النووية، في وقوع حادثة تسرب للإشعاع النووي. لكن ريكوفر توافق مع السفيرة الأمريكية لويلين طومسون على عدم إخبار نيكسون.