أثارت كلمة رئيس السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022، انتقادات واسعة على مواقع التواصل، بعد أن وصف مقاومة الأسير ناصر أبو حميد بـ"الجريمة".
انتقد قطاع واسع من أبناء الشعب الفلسطيني وصف رئيس السلطة محمود عباس الفعل المقاوم للأسير ناصر أبو حميد بالجريمة، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الجمعة.
قال عباس خلال كلمته في الأمم المتحدة: "إن الأسير ناصر أبو حميد معه مرض السرطان.. طيب أسير وارتكب جريمة بس إنسانياً، عليك (الاحتلال) معالجته".
في أول تعقيب لها، تلقت والدة الأسير ناصر هذا الوصف باستياء كبير، حيث نقلت عنها وسائل إعلام فلسطينية، القول: "أرفض وصف الرئيس عباس نضال ابني ناصر بالجريمة، لم يرتكب جريمة في دفاعه عن شعبه، وهذه سقطة غير مقبولة".
الأسير "ناصر أبو حميد" (49 عاماً)، من مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات، و50 عاماً إضافية (مدى الحياة)، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى"، المحسوبة على حركة "فتح".
كما أنه أحد 5 أشقاء يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.
منذ عدة أشهر، تدهورت الحالة الصحية للأسير أبو حميد بعد إصابته بمرض السرطان حيث قال نادي الأسير الفلسطيني إن أبو حميد "موصول بأجهزة التنفس الاصطناعي، وما يمر به ينذر بخطورة كبيرة على حياته"
واعتبر مغردون على مواقع التواصل القول بأن ناصر أبو حميد ارتكب جريمة، هي جريمة ليست بحق الأسير ناصر وحده، بل بحق كل الأسرى الفلسطينيين والشهداء كذلك.
وأشار مغردون إلى أن "القانون الدولي لا يجرم مقاومة الاحتلال، فلماذا يفعلها رئيسنا؟!".
ورفض مغردون وصف الأسير القائد في حركة فتح، ناصر أبو حميد، بأنه ارتكب جريمة، حيث قالت إحدى المغردات: "إن جريمته هي أنك رئيسه".
وعلى وسم "أسرانا مش مجرمين"، تداول مغردون بشكل واسع فيديو الرئيس عباس وتصريحاته، فيما قال أحدهم: "إن الجريمة أنك ما زلت رئيسنا".
خطاب الرئيس عباس
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في خطابه الجمعة، إن إسرائيل "دمرت" اتفاقية أوسلو، و"تسعى إلى تدمير حل الدولتين"، مضيفاً أن الاحتلال "لم يبقِ لنا شيئاً من الأرض لنقيم دولتنا".
أضاف عباس، خلال كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77، المنعقدة في نيويورك: "إسرائيل دمرت اتفاقات أوسلو، ولم يعد هناك شريك يمكن الحديث معه".
وطالب الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي بالتعامل مع إسرائيل على أنها "دولة احتلال".
تابع قائلاً: "ثقتنا بتحقيق السلام آخذة في التآكل بسبب السياسات الإسرائيلية"، متابعاً أن "إسرائيل قررت ألا تكون شريكاً لنا في عملية السلام، فقد سعت وتسعى بسياساتها الراهنة لتدمير حل الدولتين (..) إسرائيل لا تؤمن بالسلام، بل بفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة الغاشمة والعدوان".
أفاد عباس بأن "العلاقة بين دولة فلسطين وإسرائيل علاقة بين دولة محتلة وشعب تحت الاحتلال".
استدرك عباس: "لن نتعامل مع إسرائيل إلا على هذا الأساس، ونطالب المجتمع الدولي بالتعامل معها على هذا الأساس الذي اختارته هي".
ولوّح الرئيس الفلسطيني بالانضمام إلى عدد من المنظمات الدولية، بينها منظمة الصحة العالمية.
ومنذ عام 2014، توقّفت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ لرفض إسرائيل وقف الاستيطان وتنكُّرها لفكرة "حل الدولتين".