“ستذهب لأوكرانيا غداً”! روسيا “تعاقب” المتظاهرين ضد التعبئة.. تخيرهم بين جبهة الحرب أو السجن

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/23 الساعة 15:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/23 الساعة 15:11 بتوقيت غرينتش
مركز تجنيد تابع للجيش الروسي (أرشيف)/ getty images

اتجهت موسكو لاتخاذ خطوات عقابية ضد من اعتقلتهم من المتظاهرين ضد قرار الرئيس الروسي التعبئة العسكرية، وهو ما أثار احتجاجات واسعة، ودفع الآلاف إلى السفر هرباً من الحرب. 

فبعد ساعات على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، تعبئة إلزامية لنحو 300 ألف من عناصر الاحتياط، هرع الموسيقي ميخايل (29 عاماً) للتظاهر في جادّة أربات في موسكو. لكن تمّ توقيفه ونحو 1300 شخص آخرين في مختلف أنحاء البلاد، بحسب ما رصدت وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022.

روى الشاب للوكالة الفرنسية، خلال حديث هاتفي: "كنت أتوقّع حصول الإجراءات الاعتيادية: الاعتقال ثمّ مركز الشرطة ثمّ المحكمة… لكن أن أسمع: ستذهب غداً إلى الحرب… كان مفاجئاً".

تشير منظمة "أو في دي-إنفو" OVD-Info الروسية المستقلّة الهادفة إلى محاربة الاضطهاد السياسي إلى أن سوتين ليس المتظاهر الوحيد الذي تلقّى أمر تعبئة من الشرطة بعد توقيفه. 

من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال حديث مع صحافيين، أن هذه الإجراءات لا تحمل أي طابع "غير قانوني".

الحرب أو السجن 

لفت سوتين المعارض للغزو الروسي لأوكرانيا إلى أنه، بعد توقيفه، اقتاده شرطيون إلى غرفة معزولة، حيث أرادوا منه توقيع أمر استدعاء إلى مركز تعبئة للجيش.

حيث قالوا له، وفق روايته: "إمّا أن توقّع أو تقضي 10 سنوات في السجن".

عشية الإعلان عن التعبئة، صوّت البرلمان على عقوبات طويلة بالسجن لمن يرفض الالتحاق بالجيش أو يفرّ من الخدمة العسكرية. غير أن النص لم يدخل حيّز التنفيذ بعد.

وعملًا بنصيحة محاميه، رفض سوتين التوقيع، وأُفرج عنه عند الخامسة من صباح الخميس.

لكنه تلقّى تحذيرات من الشرطيين بأنه سيتمّ إعلام لجنة التحقيق الروسية، الموكلة بالتحقيق في أكبر الجرائم، برفضه، وأنه سيواجه "مشاكل كبيرة".

فيما كان أندري (18 عاماً) أيضاً من بين المتظاهرين في شوارع موسكو، الأربعاء. وتمّ توقيفه هو أيضاً وتلقّى أمراً بالتعبئة.

لكن على عكس سوتين، وقّع أندري الأمر تحت "التهديد"، وتمكّنت وكالة فرانس برس من الاطّلاع على نسخة رقمية من المستند.

قال أندري عبر الهاتف: "كان واضحاً أنني لا أستطيع الهروب… نظرت حولي وقررت ألّا أقاوم… للأسف، وقّعت".

أُرغم أندري على التوقيع مع أنه التحق للتوّ بالجامعة، رغم تأكيد الكرملين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عدم استدعاء أي طالب للتعبئة، وتفضيل الجيش الروسي لقوات الاحتياط المتمتّعة بمهارات محدّدة أو بخبرة عسكرية.

تابع: "لكن، كما نقول هنا، إن روسيا بلد فيه احتمالات لا متناهية لما هو ممكن فيها".

ولا يزال أندري يبحث عن محامٍ. في غضون ذلك، قرّر عدم التوجه إلى مكتب التعبئة في الموعد المحدّد له عند العاشرة من صباح الخميس، دون أن يدرك عواقب خطوته هذه. وأوضح: "لم أقل بعد أي شيء لأهلي… سيقلقون".

وأضاف: "سأخبرهم حين تتكوّن لديّ فكرة أفضل عمّا سيحصل لي".

تحميل المزيد