كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، لموقع Middle East Eye البريطاني، أنَّ الولايات المتحدة "تشجع" المملكة العربية السعودية على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع إيران.
ويأتي هذا في وقت بدأت فيه الرياض وطهران محادثات مباشرة في العراق العام الماضي؛ في محاولة لإصلاح العلاقات التي توترت بسبب صراعات مثل اليمن، حيث المملكة العربية السعودية هي الداعم الرئيسي للحكومة المُعترَف بها دولياً، وحيث دعمت إيران الحوثيين بالسلاح والتدريب.
المبعوث ليندركينغ قال للصحيفة البريطانية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك: "نتحدث إلى السعوديين بانتظام حول تلك المحادثات"، وأضاف: "السعوديون حريصون للغاية على رؤية عائد على اليمن وأمنهم من تلك المحادثات مع إيران؛ لذلك نشجع المملكة العربية السعودية على إبقاء هذه القنوات مفتوحة".
وجلبت الهدنة في الحرب الأهلية، التي أُعلِنَت لأول مرة في أبريل/نيسان، فترة راحة من القتال، لكنها من المقرر أن تنتهي في 2 أكتوبر/تشرين الأول. ويأتي الموعد النهائي في وقت غير مؤكد بالنسبة للمنطقة، حيث تعطلت المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 إلى حد كبير.
محادثات إيران مع شركاء واشنطن
فيما تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في أغسطس/آب، إذ دمرت الولايات المتحدة ذخيرة ومخابئ لوجستية في شمال شرق سوريا، بزعم أنَّ مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني تستخدمها، وقالت واشنطن إنَّ الخطوة جاءت رداً على هجمات في سوريا شنتها فصائل مدعومة من إيران.
فيما قال ليندركينغ للصحفيين، إنَّ المحادثات بشأن اليمن والاتفاق النووي تجري على "مسارين منفصلين". كما أشار إلى وجود فجوة بين خطاب إيران وأفعالها في اليمن.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي للصحفيين: "نود أن نرى كلمات (إيران) الطيبة تُقابَل بالتنفيذ الفعلي؛ وبالأخص دعم عملية سياسية والابتعاد عن تسليح وتدريب الحوثيين".
وكما هو الحال في فيينا، حيث كان على الولايات المتحدة أن تتفاوض بشأن الاتفاق النووي عبر القوى الأوروبية، اعتمدت واشنطن على شركاء إقليميين للتواصل مع طهران وهي تتطلع إلى تمديد الهدنة.
كما أوضح ليندركينغ: "لا نجري أي حوار مباشر مع الإيرانيين بشأن أية قضية؛ لذا ليس لدينا أي اتصال مباشر معهم بشأن اليمن. لكن العديد من البلدان تفعل ذلك، ونحن نتحدث إلى تلك البلدان العديدة وننقل رسائلنا إليها أيضاً".
وفي حين تشيد بعض الدول الإقليمية؛ مثل إسرائيل، بالانهيار الوشيك للمحادثات النووية، يبدو أنَّ دولاً أخرى تتحوط في رهاناتها وتحركت لإعادة التعامل مع طهران. فهذا الصيف، أعادت الإمارات والكويت تعيين سفيريهما لدى الجمهورية الإسلامية.
وأخبر ليندركينغ موقع Middle East Eye أنَّ الولايات المتحدة رحبت بالمحادثات الإماراتية والإيرانية بشأن اليمن، وقال: "الإمارات وإيران لديهما قنوات اتصال، ونأمل أن يكون من بين القضايا التي نوقشت في تلك القنوات فرص المزيد من المشاركة البنّاءة من الجانب الإيراني في اليمن".
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أنَّ هناك دعماً قوياً في المنطقة لتمديد الهدنة، لكنه أردف: "ما نسمعه هي تعهدات شفهية بالتمسك بالهدنة وتأكيدات للعملية السياسية".
ومع ذلك، كانت الهدنة ناجحة نسبياً؛ ما أدى إلى فترة راحة تشتد الحاجة إليها من قتال تقدر الأمم المتحدة أنه كان سيودي بحياة 377 ألف شخص بحلول نهاية عام 2021.