توالت ردود الأفعال الدولية بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، 21 سبتمبر/أيلول 2022 التعبئة الجزئية للجيش من أجل القتال في أوكرانيا، إذ قالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي إن قرار بوتين يثبت أنه "في حالة يأس" ولا يسعى إلا إلى تصعيد الأزمة، محذراً من أن القرار ستكون له عواقب من جانبنا، فيما اتجهت أعين الدول الأوروبية إلى روسيا بعد قرار بوتين المفاجئ الذي أثار مخاوف حدوث مزيد من النقص في إمدادات النفط والغاز.
دول أوروبية تراقب
بيتر ستانو، المتحدث باسم السياسة الخارجية للمفوضية الأوروبية، قال في مؤتمر صحفي "هذا مجرد دليل آخر على أن بوتين غير مهتم بالسلام، وأنه مهتم بتصعيد حرب العدوان هذه".
وأضاف "هذه أيضاً علامة أخرى على يأسه من الطريقة التي يسير بها عدوانه على أوكرانيا.. إنه مهتم فقط بمزيد من التقدم ومواصلة حربه المدمرة، والتي كان لها بالفعل العديد من العواقب الوخيمة في جميع أنحاء العالم".
المتحدث باسم الحكومة الألمانية قال إن المستشار الألماني، أولاف شولتس، يعتقد أن التعبئة العسكرية الجزئية التي أعلنتها روسيا بمثابة مؤشرات على أن هجوم موسكو على أوكرانيا لم يكلل بالنجاح.
وفي فنلندا قال وزير الدفاع الفنلندي، أنتي ماكونين، إن فنلندا تراقب عن كثب الوضع في روسيا المجاورة بعد أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالتعبئة العسكرية، وأضاف "فيما يتعلق بمحيط فنلندا، يمكنني القول إن الوضع العسكري مستقر وهادئ.. قواتنا الدفاعية مستعدة جيداً والوضع مراقب عن كثب".
فيما قال وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس إن بلاده رفعت مستوى جاهزية قوة الرد السريع في جيشها "لمنع أي استفزازات من الجانب الروسي"، وكتب على فيسبوك "بما أن التعبئة العسكرية الروسية ستنفذ أيضاً في منطقة كالينينجراد، في جوارنا، فلا يمكن لليتوانيا أن تكتفي بالمراقبة".
قرار بوتين يهز الأسواق
واقتصادياً، قفزت أسعار النفط بأكثر من 2% فيما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 7% وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.28 دولار أو 2.5% إلى 92.90 دولار للبرميل بحلول الساعة 0707 بتوقيت غرينتش بعد أن تراجعت 1.38 دولار في اليوم السابق.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.22 دولار، أو 2.6% مسجلة 86.16 دولار للبرميل.
فيما قفز الدولار لأعلى مستوى له في عقدين، بعد تصريحات بوتين، إذ ارتفع بأكثر من 0.5% إلى 110.87 وهو أعلى مستوى منذ 2002 فيما وتراجع اليورو لأدنى مستوى في أسبوعين مسجلاً 0.9885 دولار على مقربة من أدنى مستوى في عقدين الذي وصل له في وقت سابق هذا الشهر، وهبط اليورو في أحدث التداولات بنسبة 0.6% مسجلا 0.9912 دولار.
قرار مفاجئ من بوتين
يأتي هذا بعد أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه وقع مرسوماً بشأن تعبئة جزئية للجيش الروسي يسري اعتباراً من الأربعاء، وأضاف أنه يدافع عن الأراضي الروسية، مشيراً إلى أن الغرب يريد تدمير البلاد، بينما كشف وزير الدفاع الروسي أن بلاده استدعت 300 ألف من جنود الاحتياط.
بوتين أوضح قائلاً: "نحن نتحدث عن التعبئة الجزئية؛ أي إن المواطنين الموجودين حالياً في الاحتياط، وقبل كل شيء، أولئك الذين خدموا في القوات المسلحة، ولديهم تخصصات عسكرية معينة وخبرة ذات صلة سيخضعون للخدمة العسكرية. أولئك الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية سيخضعون لتدريب عسكري إضافي دون أن يفشلوا، مع مراعاة تجربة عملية عسكرية خاصة، قبل إرسالهم إلى الوحدات".
كما قال بوتين في خطاب بثه التلفزيون إن هدفه هو "تحرير" منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وتابع أن معظم الناس في المنطقة لا يريدون الخضوع مجدداً إلى ما سماه "عبودية" أوكرانيا.
الرئيس الروسي قال أيضاً إن الغرب "لا يريد حلاً سلمياً في أوكرانيا"، وأكد عزم روسيا استخدام كل الوسائل المتاحة إذا تعرضت أراضيها لتهديد، وقال: "نؤيد قرارات استقلال مناطق دونباس وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية".