اندلعت احتجاجات في مدن روسية، الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022؛ رفضاً لقرار التعبئة الجزئية، وذلك بعد ساعات من إصدار الرئيس فلاديمير بوتين أمراً بإطلاق أول حملة تجنيد عسكري في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن الاحتجاجات ضد التعبئة هي الأكبر منذ تلك التي أعقبت بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
أشارت الوكالة إلى أن السلطات الروسية اعتقلت ألف شخص في أنحاء روسيا، فيما واجهت عناصر من الشرطة مزوَّدين بمعدات مكافحة الشغب، المتظاهرين الرافضين لقرار بوتين.
من جانبها، قالت منظمة "أو.في.دي إنفو" المستقلة لرصد الاحتجاجات، إنها علمت بوقوع اعتقالات في 15 مدينة مختلفة على الأقل.
في سان بطرسبرغ، أحاطت الشرطة بمجموعة صغيرة من المتظاهرين واعتقلتهم واحداً تلو الآخر، وكان المتظاهرون يهتفون "لا للتعبئة"، بحسب الوكالة الفرنسية.
مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت محتجين روساً يتظاهرون وقوات الأمن تهاجمهم وتعتقل عدداً منهم.
أليكسي أحد المحتجين والذي يبلغ من العمر 60 عاماً، قال: "جئت للمشاركة في التظاهرة، لكن يبدو أنهم اعتقلوا الجميع. هذا النظام دان نفسه ويدمر شابه".
صرخ متظاهر آخر بوجه شرطي: "لماذا تخدمون بوتين، الرجل المتربع على السلطة منذ 20 عاماً؟!".
في حين قالت طالبة شاركت بالاحتجاجات: "جئت لأقول إنني ضد الحرب والتعبئة"، مضيفةً: "لماذا يقررون مستقبلي عني؟ أنا خائفة على نفسي وعلى شقيقي".
كان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد قال الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022، إن روسيا ستستدعي في البدء 300 ألف جندي احتياط، في أعقاب إعلان بوتين في خطاب متلفز، أن روسيا ستستخدم كل الوسائل العسكرية الممكنة في أوكرانيا.
عقب قرار بوتين وتصريح شويغو، أظهرت بيانات شركات الطيران ووكالات السفر المنشورة، أن الرحلات الجوية المغادرة من روسيا أصبحت محجوزة بشكل شبه كامل هذا الأسبوع، في مؤشر على خروج جماعي على ما يبدو للأشخاص غير الراغبين في المشاركة في الحرب.
يأتي الإعلان عن التعبئة الروسية، بعد أيام من خسارة كبيرة للقوات الروسية في مقاطعة خاركيف شرق أوكرانيا، والتي أقر الروس بأنهم انسحبوا من مناطق واسعة فيها.
كذلك تأتي تصريحات بوتين بعد يوم من إعلان عدة مناطق تسيطر عليها موسكو شرق وجنوب أوكرانيا، إجراء استفتاء للانضمام إلى الاتحاد الروسي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.