استجوبت الشرطة البريطانية مسلمين "أدينوا" بموجب قانون الإرهاب، بشأن آرائهم في وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وحثَّتهم على تجنب المرور في مناطق وسط لندن خلال الجنازة الرسمية للملكة يوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2022.
منظمة "كيج" Cage المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، قالت إن قيادة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة لندن الكبرى، استدعت وزارَت هذا الأسبوع ما لا يقل عن 6 رجال، ممن أدينوا بارتكاب جرائم غير عنيفة بموجب قانون الإرهاب، في سياق الاستعداد لجنازة الملكة الراحلة، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2022.
يخضع هؤلاء الرجال جميعاً لما يُعرف بـ"شرط الإخطار"، أي إنهم يخضعون لرقابة صارمة، وإلزام بالإبلاغ عن تحركاتهم لدى سلطات مكافحة الإرهاب، لكن الشروط غالباً ما تتعلق بمستجدات وظائفهم وحياتهم الشخصية، ونادراً ما تتعلق بالأحداث العامة.
في هذا السياق، زار ضابط بلباس مدني من وحدة مكافحة الإرهاب، منزل أحد الرجال الأسبوع الماضي، وأخبرته والدة الرجل المسنة بأن ابنها في العمل.
قرر الضباط الذهاب إلى مكان عمل الرجل تحت بند الاستجواب في "أمر عاجل"، واتفقوا بعد ذلك على لقائه في مركز شرطة محلي، ليسألوه عن آرائه في وفاة الملكة وخططه في يوم الجنازة الرسمية.
لم يؤكد الرجل عزمه على الحضور، فقال الضباط إنهم سيتابعون مستجدات تحركاته في وقت لاحق من الأسبوع.
الموقع البريطاني نقل عن الرجل (لم يذكر اسمه)، قوله: "لقد أخافتني زيارة الشرطة المفاجئة لمنزلي، وقد فزعت والدتي المريضة وارتبكت، لأنها ظنت أنها ستفقدني مرة أخرى".
أضاف الرجل: "عندما تبين أن الأمر يتعلق بجنازة الملكة، لم يبد لي أن ما حدث كان له داع. لقد بنيت حياتي من جديد، وكنت ملتزماً جميع الشروط المفروضة عليَّ منذ سنوات عديدة. كان يجب على الشرطة احترام ذلك".
سألت الشرطة الرجال الذين تعرضوا للاستجواب الأسئلة ذاتها، وحثهم الضباط على تجنب المرور بالقرب من الجنازة ومناطق وسط لندن تجنباً تاماً.
موقع Middle East Eye قال إنه اطلع على رسالة بعثت بها منظمة "كيج" الحقوقية إلى ريتشارد سميث، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، وقد أعربت المنظمة فيها عن مخاوفها بشأن إجراءات السلطات في هذه القضية.
جاء في الرسالة: "لا خلاف في أن سلامة الناس أمر بالغ الأهمية في مثل هذه الأحداث العامة، لكن هذه الإجراءات تبدو مفرطة، لا سيما إذا استحضرنا الشروط الصارمة المفروضة بالفعل على هؤلاء الأفراد، والقيود المتعلقة بمراقبتهم، والتزامات الإبلاغ عن تحركاتهم".
أضافت المنظمة أن استهداف هؤلاء الرجال بالاستجواب وسط غياب أي اشتباه قائم على الأدلة لخطر مباشر بارتكاب أعمال عنف، هو تضييق متعمد عليهم من الشرطة.
كذلك طلبت المنظمة الحقوقية من شرطة العاصمة توضيح ما إذا كانت هذه الاستجوابات مقتصرة على الأفراد الخاضعين لشروط الإخطار بموجب قانون الإرهاب، وهل يقتصر تطبيقها على المدانين المسلمين.
من جانبه، قال أنس مصطفى، رئيس قسم الحشد والمناصرة العامة في منظمة "كيج"، للموقع البريطاني: "يبدو الأمر برمته إساءة استخدام مذهلة من الشرطة لقوتها في ملاحقة رجال يمتثلون تمام الامتثال لشروط إخطارهم، وذلك لمجرد سؤالهم إذا كانوا يعتزمون حضور جنازة الملكة أم لا. لقد تعاملت الشرطة معهم بتحفُّز واستعجال شديدين، ما تسبب في خوف وتوتر لم يكن لهما أي داع".
أشار مصطفى إلى أن الشرطة اعتقلت متظاهرين من المنادين بالنظام الجمهوري في الأيام الماضية، ولم تكتف بذلك، وإنما "استغلت المزاج العام بوضوح لتوسيع سلطاتها في الترهيب والتضييق".
أيضاً لفتت منظمة "كيج" في بيانها، إلى أن الشرطة أجرت زيارات لمنازل بعض المدانين السابقين واستدعت آخرين في وقت سابق من هذا الصيف خلال دورة ألعاب الكومنولث، وحثَّت أيضاً مسلمين أُدينوا من قبل بارتكاب جرائم إرهاب غير عنيفة على عدم السفر إلى مدينة برمنغهام التي أقيمت فيها دورة الألعاب.
كان رئيس مسجد "Finsbury Park" في شمال العاصمة البريطانية، لندن، محمد كوزبار، قد قال في يونيو/حزيران 2022، إنّ وضع المسلمين في البلاد ازداد سوءاً خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.