تعمل الولايات المتحدة على تعزيز مساعداتها لحليفها القديم الأردن، في الوقت الذي تتعامل فيه المملكة الفقيرة بالموارد مع الاقتصاد المتعثر في الداخل والآثار المستمرة للصراعات بين جيرانها، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة، 16 سبتمبر/أيلول 2022.
الموقع البريطاني، أشار إلى توقيع البلدين مذكرة تفاهم جديدة، يوم الجمعة، التي تقدم بموجبها الولايات المتحدة 10.15 مليار دولار مساعدات للأردن على مدى السنوات الـ7 المقبلة.
وأعلن الرئيس الأمريكي بايدن عن الاتفاق لأول مرة في يوليو/تموز الماضي، عقب اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على هامش قمة جدة.
إذ قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في حدث استضافه مركز ويلسون في واشنطن العاصمة بعد التوقيع: "لقد ذهبت الولايات المتحدة إلى أبعد الحدود من أجل الأردن".
الصفدي أضاف: "إنها مذكرة تفاهم بالغة الأهمية، ومؤشر على الصداقة القوية بين البلدين. هذه هي أكبر مذكرة تفاهم وقّعناها، والأطول مدة".
ووفقاً للموقع البريطاني، فإن المملكة الأردنية الهاشمية، كما تُعرف رسمياً، هي واحدة من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وشريك رئيسي في حملة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بجانب أنها موطن لقواعد عسكرية أمريكية.
استمرار الشراكة
وجاء في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، بعد التوقيع أنَّ "مذكرة التفاهم تمثل التزاماً كبيراً باستقرار الأردن واستمرارية الشراكة الاستراتيجية".
البيان أضاف أنَّ "التزام الولايات المتحدة بأمن الأردن وازدهاره صارم، وستتناول مذكرة التفاهم هذه التحديات غير العادية التي يواجهها الأردن".
الولايات المتحدة هي أكبر مانح للأردن، ومستوى المساعدات التي تتلقاها المملكة يتفوق على المبلغ الذي تقدمه واشنطن لمصر، وهي حليف آخر للولايات المتحدة في المنطقة، ويبلغ عدد سكانها 10 أضعاف سكان الأردن.
إذ قال الصفدي إنَّ حزمة المساعدات الجديدة ستسمح للأردن بمعالجة الطبيعة المتغيرة لأزمة اللاجئين من سوريا المجاورة.
كما أوضح: "إنهم [اللاجئون] لم يعودوا بحاجة إلى إغاثة طارئة، بل بحاجة إلى مدارس وجامعات ووظائف".
"روسيا عامل استقرار"
في الآونة الأخيرة، شهد الأردن تدفقاً للمخدرات عبر حدوده مع سوريا. إذ يقترب عدد حبوب الكبتاغون التي ضبطها الأردن هذا العام من ضعف ما ضبطه العام الماضي. وقال الصفدي إنَّ حزمة الدعم الجديدة ستساعد الأردن في تعزيز أمن حدوده.
وبجانب سوريا أيضاً، قال الصفدي إنه بينما يدعم الأردن سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، "هناك العديد من القضايا التي ما زلنا بحاجة إلى التعامل معها مع روسيا".
وتابع: "الحقيقة هي أنَّ الوجود الروسي في سوريا عامل استقرار في الجنوب؛ لأنَّ الفراغ الذي ستتركه قد تملؤه ميليشيات وجماعات أخرى لن تكون قادرة على ضمان الاستقرار في تلك الأماكن".
وتأتي تصريحات الدبلوماسي وسط تقارير مقلقة بين دول المنطقة الأخرى، مثل تركيا، من أنَّ القوات المدعومة من إيران يمكن أن تملأ أي فراغ تتركه عمليات إعادة انتشار القوات الروسية من سوريا إلى أوكرانيا.
إصلاحات اقتصادية
وحول الإصلاحات الاقتصادية، قال الصفدي إنَّ المملكة تمضي قدماً في الإصلاحات الاقتصادية لجعل قطاعها الخاص أكثر قدرة على المنافسة. وأضاف: "لم يعد بإمكان القطاع العام تقديم وظائف؛ لذا السبيل الوحيد للحصول على عمل، وهو ما يمثل تحدياً رئيساً لنا ولغيرنا، هو جعل القطاع الخاص يأتي إلى الأردن".
وأكد وزير الخارجية الأردني: "هذه الإصلاحات ضرورية للأردن. وهي إصلاحات كنا سنفعلها بمذكرة التفاهم أو دونها؛ لأنه ليس لدينا بديل إذا أردنا وضع اقتصادنا على مسارٍ أكثر استدامة ومرونة. لكن مذكرة التفاهم الواردة في هذا الوقت ستساعدنا في تنفيذ العديد من المشروعات".