قدّمت “أم كلثوم” و”فريد الأطرش”.. عروض مسرحية إسرائيلية بالمغرب تثير الغضب والجدل مع إقبال محدود

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/17 الساعة 19:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/17 الساعة 19:12 بتوقيت غرينتش
جانب من توقيع اتفاقيات التطبيع بين المغرب وإسرائيل (أرشيف)/ رويترز

 أثار تقديم ثلاثة عروض مسرحية إسرائيلية في الآونة الأخيرة بالمغرب لأول مرة، حالة من الجدل بين مرحب ومعارض، وسط إقبال جماهيري محدود على القاعات.

حيث عرضت أيام 14 و15 و16 سبتمبر/أيلول 2022 بمسرح محمد الخامس في الرباط مسرحيات (أم كلثوم) و(فريد الأطرش) و(بابا عجينة) لفرقة المسرح العربي في يافا، وهو مسرح يقول إنه يتبنى نظرة ثنائية في اللغة والدمج بين الثقافتين والتراثين العربي والعبري من أجل "التقارب".

مسرحيات إسرائيلية في المغرب

تناولت مسرحية (أم كلثوم) سيرة المغنية المصرية الشهيرة وأهم أعمالها ومحطاتها الفنية، كما تضمنت المسرحية أوركسترا لأداء بعض أشهر أغانيها، وكذلك مسرحية (فريد الأطرش) التي تحدثت عن مساره الفني ومسار أخته المغنية أسمهان من خلال أشهر ألحانه وأغانيه.

في حين استعرضت مسرحية (بابا عجينة) نمط عيش أسرة يهودية من أصول عربية تعاني بسبب الاندماج في الثقافة الإسرائيلية بعد هجرة الوالدين إلى إسرائيل في قالب كوميدي تراجيدي.

من جانبها، قالت المخرجة والممثلة الإسرائيلية خانة وزانة جرونوالد إنها استلهمت العرض من قصة حياتها، إذ هاجر والداها من المغرب إلى إسرائيل ووجدت بعض الصعوبات في البداية للاندماج في المجتمع الجديد.

أضافت في حديثها إلى رويترز: "شعرت بترابط قوي بيني وبين الجمهور يبعث على الارتياح، التجاوب كان جميلاً ودافئاً".

مبادرة مغربية-إسرائيلية

في حين تم عرض هذه المسرحيات بمبادرة من المنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، والمجموعة الثقافية الرباط-يافا.

يأتي ذلك في الوقت الذي استأنف فيه المغرب العلاقات مع إسرائيل في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2020 بوساطة أمريكية، في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية.

لكن العروض الإسرائيلية أثارت حفيظة بعض المؤيدين للقضية الفلسطينية ومنهم عزيز الهناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع الذي قال: "التطبيع الثقافي والفني أخطر من التطبيع السياسي والدبلوماسي والأمني، لأنه يستبدل السردية الحقيقية للمحتل تحت غطاء الفن والثقافة". وتساءل: "هل أم كلثوم وفريد الأطرش منتج عربي أم إسرائيلي؟".

لكن سبق لفرق فنية إسرائيلية زيارة المغرب والمشاركة في بعض المناسبات خلال الأعوام القليلة الماضية، ومنها أوركسترا الموسيقى في أشدود، لكن العروض المسرحية الجديدة أخذت شكل التعاون المؤسسي.

من جانبه، قال الممثل والموسيقي الإسرائيلي زيوار بهلول لرويترز: "هذه أول مرة يعرض المسرح العربي العبري في دولة عربية، ويسعدنا جداً أن نفتتح هذه الجولة بالمغرب".

أضاف: "كنا قد بدأنا عروضاً في عدة مدن فرنسية، لكن توقفنا بسبب (جائحة فيروس) كورونا، وإن شاء الله نقدر نصل لعدد كبير من الدول العربية لأننا نريد أن ترى الدول العربية الفن الذي نقدمه".

رفض أي تبادل ثقافي مغربي-إسرائيلي

لطالما وقفت النقابات الفنية في عدد من الدول العربية ضد أي تبادل ثقافي مع إسرائيل بسبب ممارساتها في الأراضي الفلسطينية.

من جانبه، طالب جمال العسري، منسق (الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع) المكونة من 18 هيئة حقوقية وحزبية ونقابية مغربية بوقف العروض الإسرائيلية، وأكد أن الجبهة ستخوض كل الأشكال الاحتجاجية في سبيل ذلك.

كان نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب إبال ديفيد قال للصحافة عند تقديمه لأول عرضاً مسرحياً (أم كلثوم) يوم الأربعاء الماضي إن هذه العروض "بداية التعاون بين المغرب وإسرائيل في ميدان المسرح بما يجسد رؤية العاهل المغربي محمد السادس في النهوض بالعيش المشترك والتعايش خاصة بين المسلمين واليهود".

عقب العرض الأخير (بابا عجينة) الجمعة، الذي حظي بأقل إقبال جماهيري بين العروض الثلاثة، قال مسرحي شاب لرويترز إنه تابع التجربة كاملة للاطلاع والتعرف على شيء مختلف. وأضاف: "أتدرب في فرقة مسرحية مغربية، وحضرت عروض المسرح العبري العربي من الأول. لا أرى غضاضة في الأمر".

تحميل المزيد