آلاف الضباط ينتشرون بالشوارع والقناصة فوق الأسطح.. بريطانيا تتجهّز بأكبر ترتيبات أمنية لجنازة “إليزابيث”

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/17 الساعة 16:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/17 الساعة 16:35 بتوقيت غرينتش
طوابير الانتظار لرؤية نعش الملكة إليزابيث - رويترز

من المرتقب أن يحضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية، الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2022، أكثر من 70 رئيس حكومة من جميع أنحاء العالم؛ مما يمثل أكبر تحدٍّ أمني مدني لبريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

فمع توقع أن يصطف ما يصل إلى مليوني شخص في الشوارع، وتخطيط العائلة المالكة للسير في العراء خلف نعش الملكة، تحاول الشرطة تحقيق توازن بين السلامة والموكب الضخم، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية السبت 17 سبتمبر/أيلول 2022.

إليزابيث
طوابير الانتظار لرؤية نعش الملكة إليزابيث – رويترز

مخاطر أمنية في جنازة الملكة إليزابيث

ما يزيد من المخاطر الأمنية، الرؤساء ورؤساء الوزراء والملوك والملكات القادمين من الخارج. ويعكف مسؤولون من وكالتي الاستخبارات البريطانية المحلية والأجنبية، "المكتب الخامس" و"المكتب السادس"، على مراجعة التهديدات الإرهابية ضمن عمل الفريق الأمني ​​الهائل الذي يشارك في تنظيم الجنازة.

أما يوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2022، فسيتمركز قناصة على أسطح المنازل، وستُحلّق طائرات استطلاع بدون طيار في سماء المنطقة، وسيشارك 10 آلاف من ضباط الشرطة بالزي الرسمي، مع الآلاف من الضباط بملابس مدنية وسط الحشد. ومنذ أيام، تخرج الشرطة مع كلاب شم القنابل في دوريات بالمناطق الرئيسية. وستساعد حراسة أمنية خاصة في السيطرة على الحشود.

انتشار الشرطة في بريطانيا

كذلك فقد وصلت الشرطة من كل ركن من أركان البلاد للمساعدة؛ من سلاح الفرسان الويلزي إلى سلاح الجو الملكي. وسيكون أكثر من 2500 من الأفراد العسكريين النظاميين حاضرين.

مع اكتمال حجز الفنادق حتى أقصى سعتها، كان بضع مئات من الجنود الشباب ينامون على أرضيات المكاتب ويستحمون في أكشاك محمولة أقيمت في موقف للسيارات بالقرب من قصر باكنغهام. 

في حين تراقب وحدة خاصة تسمى مركز تقييم التهديدات الثابتة الأشخاص "المهووسين"- أولئك المُعرّفين بأنهم قد يكون لديهم هواجس خطيرة بشأن العائلة المالكة.

من جانبه، قال سايمون مورغان، ضابط شرطة متقاعد في لندن، يدير الآن شركة أمنية خاصة: "لا بد أنَّ أحداث الأسبوع الماضي قد حفّزت شخصاً لفعل شيء".

كانت شرطة العاصمة في لندن قد ألقت القبض على رجل هرع نحو نعش الملكة في قاعة وستمنستر ليلة الجمعة 16 سبتمبر/أيلول.

كذلك يتمثل أحد مصادر القلق الكبرى في احتمال وقوع إصابات بسبب تدافع الناس. وستُخصّص بعض المحطات على نظام مترو الأنفاق في لندن لتكون "دخولاً فقط" أو "خروجاً فقط" للمساعدة في التحكم في التدفق، وتتأهب مواصلات لندن لإغلاق المحطات إذا تدفق عدد كبير جداً من الأشخاص.

دعوات لعشرات الدول

في سياق ذي صلة، فقد أرسل المسؤولون البريطانيون دعوات إلى نحو 200 دولة تقيم معها المملكة المتحدة علاقات دبلوماسية كاملة. ويمكن أن تضم وفود دول الكومنولث ما يصل إلى 16 شخصاً، لكن جميع الوفود الأخرى تقريباً ستقتصر على رئيس الدولة وضيف واحد. ووفقاً لمسؤول حكومي بريطاني مشارك عن كثب في التخطيط، عيّن بعض رؤساء الدول غير القادرين على السفر مسؤولاً آخر رفيع المستوى للحضور.

سيُنقَل جميع رؤساء الحكومات الحاضرين تقريباً في حافلات إلى الجنازة في وستمنستر أبي وإلى حفل استقبال في قصر باكنغهام ليلة الأحد 18 سبتمبر/أيلول. وقال العديد من المسؤولين إنه من الأسهل توفير الأمن لعدد قليل من الحافلات مقارنة بعشرات السيارات. لكن هذا ليس ما اعتاد عليه القادة.

من جانبه، قال سفير بريطانيا السابق لدى الولايات المتحدة كيم داروتش: "لقد اختاروا المجيء. وهذا حدث لن يقع إلا مرة واحدة في العمر، ولن تكون البروتوكولات مثالية. ومعظمهم سيتقبلون ذلك ويشاركون في المراسم. فهي لا تتعلق بهم، بل بالملكة. أعتقد أنَّ الناس سيتعاملون بمنطقية حيال ذلك".

جنازة الملكة إليزابيث

ومن المتوقع يوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول، أن يجتمع ما يصل إلى مليوني شخص في وسط المدينة لرؤية نعشها يمر والعائلة المالكة تسير خلفه. 

في هذه الأثناء، سيكون الملك تشارلز الثالث والأميران وليام وهاري، بالإضافة إلى أعضاء كبار آخرين في العائلة المالكة البريطانية، وراء مدفع يجره الخيول عمره 123 عاماً، ويعود تاريخه إلى عهد الملكة فيكتوريا، حاملاً نعش الملكة.

فيما قال بوب برودهيرست- القائد الأعلى للشرطة خلال حفل زفاف الأمير وليام وكاثرين، ولأولمبياد لندن 2012- للصحفيين: "الأمن والمراسم زوجان غير متوافقين". وأضاف: "أنت بحاجة إلى إدارة الأمن بطريقة تتناسب مع هيبة المناسبة، لكن دون ترك أي شخص في خطر أكبر مما يجب".

تابع أنَّ العائلة المالكة ستكون في مكان مكشوف. وقال: "وهذا الحشد، مهما كان عدد الملايين من المتواجدين في الشوارع، لم يخضع للتفتيش ولا يمكن تفتيشه. وهذا أمر مخيف للغاية. سيقف الجميع على قدم وساق".

أشار إلى أنه لا يزال هناك الكثير من التهديدات والأساليب لإحداث الفوضى والعنف. على سبيل المثال، لورد مونتباتن، عم الملك تشارلز الثالث، قُتِل بقنبلة زرعها الجيش الجمهوري الأيرلندي في عام 1979.

التاج الإمبراطوري يزين نعش الملكة إليزابيث / رويترز

تأمين الجنازة الملكية 

في حين أشار مسؤولون بريطانيون إلى أنَّ نهج التأمين البريطاني يختلف عن الأمريكي، كما أنَّ معظم أفراد الشرطة البريطانية لا يحملون أسلحة، لكن ستُنشَر وحدات مسلحة متخصصة في الخدمة الإثنين 19 سبتمبر/أيلول.

إضافة إلى ذلك، فإنَّ تكاليف العملية الأمنية لجنازة الملكة ضخمة وتشارك فيها العديد من الهيئات الحكومية المختلفة؛ بحيث لا يوجد إحصاء موثوق. لكن المسؤولين قالوا إنَّ النفقات كانت أكبر بكثير من أي شيء آخر نظموه على الإطلاق.

كانت تكاليف الترتيبات الأمنية عندما تُوفِيَت والدة الملكة إليزابيث في عام 2002 أكثر من 5 ملايين دولار. وكلّف تأمين حفل زفاف الأمير ويليام وكيت ميدلتون عام 2011 أكثر من 7 ملايين دولار. لكن تلك الأحداث كانت صغيرة نسبياً في نطاقها، ولم تشمل العشرات من قادة العالم. بينما أقيمت جنازة الأمير فيليب، زوج الملكة الراحلة، ضمن قيود إغلاق فيروس كورونا المستجد في عام 2021.

تحميل المزيد