أفاد حرس الحدود في قيرغيزستان، الجمعة 16 سبتمبر/أيلول 2022، أن بلاده وطاجيكستان توصلتا إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في المناطق الحدودية بين البلدين، بعد اشتباكات "غير عادية" امتدت على كامل الحدود، أسفرت عن مقتل مدني وإصابة 3 آخرين، حسبما أعلنت طاجيكستان.
وفي بيان صادر عن الحرس القيرغيزي، قال إنه "من أجل وقف إطلاق النار ومنع تصعيد النزاع؛ أجريت محادثات هاتفية بين مدير دائرة الحدود بلجنة الدولة للأمن القومي في قيرغيزستان اللواء أولاربيك شرشيف، وقائد حرس الحدود بلجنة الأمن الوطنية في طاجيكستان العقيد رجب علي رحمونالي، بشأن عقد اجتماع"، وفق ما نقلته "روسيا اليوم".
وأضاف البيان أنه "خلال المحادثات اتفق رئيسا الأجهزة الحدودية على وقف إطلاق النار من الساعة 10:00 صباحاً (05:00 بتوقيت غرينتش) لعقد اجتماع".
في وقت سابق الجمعة، كان حرس الحدود في قيرغيزستان أعلن أن قوات طاجيكستان المجاورة تهاجم مواقعه "على امتداد الحدود بأكملها"، وأن القوات القيرغيزستانية ترد بإطلاق النار، في تصعيد غير عادي للتوتر بين دولتين حليفتين لروسيا.
وقال إن قوات طاجيكستان فتحت النار على عدد من مواقعه بعد مواجهة قصيرة قبل أيام. مشيراً إلى ستة حوادث منفصلة لإطلاق النار. مضيفاً أن القوات الطاجيكية تستخدم الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وقذائف المورتر.
لكن في المقابل، اتهمت طاجيكستان القوات القيرغيزية، الجمعة، بقصف أحد مواقعها الأمامية وسبع قرى باستخدام "أسلحة ثقيلة". وقالت السلطات في مدينة أسفرة الطاجيكية إن مدنياً قتل وأصيب ثلاثة.
في الوقت ذاته، قال بيان للحكومة القيرغيزية إن وزيري خارجية البلدين ناقشا موضوع الاشتباكات، لكن حرس الحدود قال إن اتفاقين (سابقين) لوقف إطلاق النار انهارا بالفعل، حسب رويترز.
اشتباكات متكررة
يأتي ذلك بعد أيام من اندلاع اشتباكات حدودية بين الجارتين اللتين تستضيفان قواعد عسكرية روسية، حيث شهدت الحدود بينهما الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول، مواجهات أسفرت عن مقتل أحد أفراد حرس حدود الطاجيكي، حسب وكالة ريا نوفوستي الروسية.
وشهد البلدان خلافات على الحدود تتصاعد وتيرته من حين لآخر، حيث دخلا العام الماضي في مواجهة كانت الأعنف وكادت أن تؤدي إلى حرب بين الجمهوريتين السوفييتيين سابقاً، في آسيا الوسطى.
وأسفرت الاشتباكات منتصف 2021 عن سقوط 31 قتيلاً وعشرات المصابين من الجانب القيرغيزي وفق وسائل إعلام، وأعلنت طاجيكستان وقيرغيزستان، وقفاً شاملاً لإطلاق النار، حسب الأناضول.
ويتكرر وقوع الاشتباكات عبر الحدود سيئة الترسيم بين الجمهوريتين السابقتين بالاتحاد السوفييتي، لكنها عادة ما تهدأ سريعاً، رغم أنها كادت تؤدي العام الماضي إلى حرب شاملة.
حليفتان لروسيا
يشار إلى أن قيرغيزستان وطاجيكستان من حلفاء روسيا وتستضيفان قواعد عسكرية روسية، فضلاً عن كونهما عضوين في منظمة شنغهاي التي انطلقت أمس الخميس 15 سبتمبر/أيلول في مدينة سمرقند بأوزبكستان.
ويحضر الرئيس القيرغيزي صادر جاباروف ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمان قمة إقليمية للأمن في أوزبكستان.
تضم المنظمة التي تأسست في يونيو/حزيران 2001، ثماني دول هي: روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وباكستان والهند وأوزبكستان، بينما نالت تركيا صفة "شريك في الحوار" عام 2012.
تهدف المنظمة، بحسب الوثيقة الأساسية، إلى تعزيز سياسات الثقة المتبادلة وحسن الجوار بين الدول الأعضاء ومحاربة الإرهاب وتوطيد الأمن ومكافحة الجريمة وتجارة المخدرات ومواجهة حركات الانفصال والتطرف الديني أو العرقي.