أجرى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان، محادثات هاتفية منفصلة مع كلّ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، معرباً عن "قلقه" بشأن الاشتباكات التي وقعت على الحدود مع أذربيجان، في وقت متأخر مساء الإثنين 12 سبتمبر/أيلول 2022.
خلال الاتصالات الهاتفية، أدان باشنيان ما وصفه بـ"عدوان" أذربيجان، في الوقت الذي أكدت فيه باكو أن أرمينيا تتحمل مسؤولية بدء الاشتباكات والتصعيد، حيث هي من "باشرت بالاعتداء".
في حين قالت وسائل إعلام أرمينية إن يريفان تتوجه رسمياً إلى روسيا لتفعيل معاهدة الصداقة والتعاون التي تتضمن الدفاع المشترك.
وفي السياق، قالت وكالة إنترفاكس الروسية، إن وزيري الدفاع الأرميني والروسي يتفقان على اتخاذ خطوات لتثبيت الوضع على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
في المقابل، علق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بالقول إن "على أرمينيا أن تتوقف عن الاستفزاز والتركيز على مفاوضات السلام والتعاون، في إطار المصالحة التي توصلت إليها مع أذربيجان".
اشتباكات حدودية "واسعة النطاق"
وشهدت مناطق حدودية بين أذربيجان وأرمينيا اشتباكات "واسعة النطاق"، مساء الإثنين، وذلك في أحدث تصعيد بين الجارتين منذ انتهاء الحرب بينهما أواخر 2020 في إقليم قره باغ، الذي كانت تحتله القوات الأرمينية منذ 30 عاماً.
وبينما تبادلت الدولتان الاتهامات في بدء الهجوم والاعتداء على الآخر، أكدتا وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات الطرفين.
من جانبها قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، إن "الجيش الأرميني قام بعمل استفزازي واسع النطاق في ساعات المساء، على محاور داشكسن وكلبجار ولاتشين".
وأوضحت أن "مجموعات تخريبية من القوات الأرمينية زرعت ألغاماً على أراضٍ وطرق بين مواقع الجيش الأذربيجاني، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الجانبين".
كما أشارت إلى قيام القوات الأرمينية باستهداف مواقع الجيش الأذربيجاني في محافظات داشكسن وكلبجار ولاتشين بأسلحة مختلفة، بما فيها مدافع الهاون.
في الوقت ذاته أكدت وقوع خسائر في صفوف القوات الأذربيجانية وأضرار في البنية التحتية العسكرية، لافتة إلى أن الجيش الأذربيجاني بدوره اتخذ التدابير اللازمة لإسكات مصادر النيران الأرمينية ومنع توسع الاشتباكات.
وقال البيان ذاته إن "الجيش الأذربيجاني كبّد القوات الأرمينية المشاركة في العمليات الاستفزازية خسائر في الأرواح والعتاد". محمّلة حكومة يريفان "كافة المسؤولية" عن الاشتباكات والخسائر.
طائرات بيرقدار تي بي 2
لكن في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن أذربيجان "شنّت قصفاً مكثفاً بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات غوريس وسوتك وجيرموك"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأشارت إلى أن القوات الأذربيجانية استخدمت في "الهجوم" طائرات من دون طيار من طراز بيرقدار تي بي 2، حسب البيان الأرميني الذي نقلته وسائل إعلام تركية.
في السياق، علق وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على الاشتباكات الحاصلة؛ بأن واشنطن تشعر بـ"قلق عميق"، مناشدة الطرفين وقف القتال فوراً.
يشار إلى أن أذربيجان تمكنت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2020 من تحرير أراضيها بإقليم قره باغ التي احتلتها أرمينيا قبل 30 عاماً عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في 27 سبتمبر/أيلول من العام ذاته، واستمرت 44 يوماً، لتنتهي بانتصار أذربيجان على القوات الأرمينية.