قال الكرملين، الإثنين 12 سبتمبر/أيلول 2022، إن روسيا ستحقق أهداف "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وذلك في أول تعليق من الكرملين على التقدم الكبير الذي حققه الجيش الأوكراني في منطقة خاركيف، فيما أعلنت كييف عن استعادة قواتها لمئات الكيلومترات في جنوب البلاد.
المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إنه لا توجد مناقشات جارية حول إمكانية نزع السلاح من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي إحدى التوصيات الرئيسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد زيارتها للمحطة.
أشار الكرملين أيضاً إلى أنه "لا يرى" آفاقاً أو أساساً لمحادثات السلام مع أوكرانيا، فيما رفض بيسكوف الرد على أسئلة حول حشد محتمل لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا، حيث تسجل الأخيرة تقدماً في مناطق الشرق مثلت مفاجأة لروسيا، ودفعت موسكو للاعتراف بسحب قواتها من خاركيف بعد تعرضها لهجوم خاطف من القوات الأوكرانية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية خسرت خلال يوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022، "أكثر من 550 قتيلاً و1000 جريح"، على محوري خاركيف ونيكولايف، وفق قولها، متجاهلة في ذات الوقت ذكر خسائرها في خاركيف.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت أمس الأحد، خريطة تظهر أن قواتها قد تخلت عن كل منطقة خاركيف تقريباً.
بالموازاة مع ذلك، قال الجيش الأوكراني أمس الأحد إن قواته استعادت من القوات الروسية مناطق يتجاوز مجموع مساحتها ثلاثة آلاف كيلومتر مربّع منذ بدأ الهجوم المضاد مطلع الشهر في شرق البلاد.
هذا الرقم أكبر بنسبة الثلث من إجمالي المساحة التي أعلن عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر يوم السبت الماضي.
من بين المناطق البارزة التي خسرتها القوات الروسية، منطقة "إيزوم" في مدينة خاركيف، وهي مركز حيوي للإمدادات.
يُمثل السقوط السريع لإيزوم، أسوأ هزيمة عسكرية لروسيا منذ أن أُجبرت قواتها على الانسحاب من العاصمة الأوكرانية كييف في مارس/آذار 2022.
في سياق متصل، قالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة العسكرية في جنوب أوكرانيا، الاثنين 12 سبتمبر/أيلول 2022، إن القوات الأوكرانية استعادت حوالي 500 كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب البلاد في الأسبوعين الماضيين في إطار هجوم مضاد ضد القوات الروسية.
هومينيوك أضافت في إفادة صحفية: "تقدمنا في قطاعات مختلفة (بين) أربعة كيلومترات وعشرات الكيلومترات. لقد حررنا مناطق تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 500 كيلومتر مربع"، ولم يصدر تعليق من روسيا على ما قالته هومينيوك.
تسببت الخسائر التي مُنيت بها القوات الروسية في الشرق الأوكراني، أثارت غضب القوميين الروس الذين دعوا الرئيس فلاديمير بوتين إلى إجراء تغييرات فورية، لضمان "النصر النهائي" في الحرب.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.