أوكرانيا: بوتين عزل قائداً عسكرياً بعد 16 يوماً من تعيينه.. زعمت أنها أسرت القائد الذي حل مكانه

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/12 الساعة 14:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/12 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
الرئيس فلاديمير بوتين مع قادة الجيش الروسي، أرشيفية/ Getty

ادعت وزارة الدفاع الأوكرانية أن موسكو أقالت قائد المنطقة العسكرية الغربية للجيش الروسي بعد 16 يوماً فقط من تعيينه في منصبه، على أثر التقدم الكبير الذي حققته قوات كييف في منطقة خاركيف خلال الأيام الماضية، بحسب صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 12 سبتمبر/أيلول 2022. 

بحسب الصحيفة، جاء تعيين الفريق رومان بِردنيكوف، في منصب قائد المنطقة العسكرية الغربية للجيش الروسي في 26 أغسطس/آب 2022، ليحل محل الفريق أندريه سيشيفوي الذي تزعم أوكرانيا أنه وقع في أسرها.

قالت الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية إن بِردنيكوف لم يستمر سوى أسبوعين، أو نحو ذلك، في منصبه، ثم أقاله الجيش الروسي. وعزا الأوكرانيون ذلك التغيير في قيادة المنطقة الغربية إلى "الهزائم الساحقة" التي تعرضت لها القوات الروسية في منطقة خاركيف.



وزعمت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الفريق أولكسندر لابين سيتولى قيادة القوات الروسية في المنطقة الغربية، ولم تؤكد روسيا بعدُ أياً من هذه التغييرات.

كانت شائعات انتشرت في يونيو/حزيران 2022، زاعمةً مقتل الفريق بيردنيكوف في هجومٍ نفَّذته قوات كييف.

ترأس بِردنيكوف سابقاً القيادة العامة للقوات المسلحة الروسية في سوريا، ثم نُقل لقيادة القوات في جمهورية دونباس الشعبية.

حقق هجوم كييف المضاد مكاسب كبيرة خلال هذا الأسبوع، فقد استعادت القوات الأوكرانية السيطرةَ على مناطق كانت روسيا تحتلها في المنطقة، وأجبرت القوات الروسية على الانسحاب لكيلا تُحاصرها القوات الأوكرانية من عدة جوانب.

وأوردت المصادر أن أوكرانيا حررت 3004 كيلومترات مربعة منذ بداية سبتمبر/أيلول، وقد أصبحت قواتها على بعد 48 كيلومتراً من الحدود الروسية.

منذ أن نجحت أوكرانيا في استعادة تلك المناطق من خاركيف، تتعرض مناطق عدة في البلاد لهجمات كثيفة من روسيا، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي ونقص إمدادات المياه.

تعليق الكرملين على الهزيمة 

وفي أول تعليق، قال الكرملين، الإثنين 12 سبتمبر/أيلول، إن روسيا ستحقق أهداف "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وذلك في أول تعليق من الكرملين على التقدم الكبير الذي حققه الجيش الأوكراني في منطقة خاركيف، فيما أعلنت كييف عن استعادة قواتها لمئات الكيلومترات في جنوب البلاد.

المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إنه لا توجد مناقشات جارية حول إمكانية نزع السلاح من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي إحدى التوصيات الرئيسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد زيارتها للمحطة.

أشار الكرملين أيضاً إلى أنه "لا يرى" آفاقاً أو أساساً لمحادثات السلام مع أوكرانيا، فيما رفض بيسكوف الرد على أسئلة حول حشد محتمل لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا، حيث تسجل الأخيرة تقدماً في مناطق الشرق مثلت مفاجأة لروسيا، ودفعت موسكو للاعتراف بسحب قواتها من خاركيف بعد تعرضها لهجوم خاطف من القوات الأوكرانية. 

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية خسرت خلال يوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022، "أكثر من 550 قتيلاً و1000 جريح"، على محوري خاركيف ونيكولايف، وفق قولها، متجاهلة في الوقت ذاته ذكر خسائرها في خاركيف. 

كانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت، أمس الأحد، خريطة تظهر أن قواتها قد تخلت عن كل منطقة خاركيف تقريباً. 

بالموازاة مع ذلك، قال الجيش الأوكراني، أمس الأحد، إن قواته استعادت من القوات الروسية مناطق يتجاوز مجموع مساحتها 3 آلاف كيلومتر مربّع منذ بدء الهجوم المضاد مطلع الشهر في شرق البلاد. 

هذا الرقم أكبر بنسبة الثلث من إجمالي المساحة التي أعلن عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر يوم السبت الماضي.

من بين المناطق البارزة التي خسرتها القوات الروسية، منطقة "إيزوم" في مدينة خاركيف، وهي مركز حيوي للإمدادات.

يُمثل السقوط السريع لإيزوم، أسوأ هزيمة عسكرية لروسيا منذ أن أُجبرت قواتها على الانسحاب من العاصمة الأوكرانية كييف في مارس/آذار 2022. 

في سياق متصل، قالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة العسكرية في جنوب أوكرانيا، الاثنين 12 سبتمبر/أيلول 2022، إن القوات الأوكرانية استعادت حوالي 500 كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب البلاد في الأسبوعين الماضيين في إطار هجوم مضاد ضد القوات الروسية.

هومينيوك أضافت في إفادة صحفية: "تقدمنا في قطاعات مختلفة (بين) 4 كيلومترات وعشرات الكيلومترات. لقد حررنا مناطق تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 500 كيلومتر مربع"، ولم يصدر تعليق من روسيا على ما قالته هومينيوك. 

تسببت الخسائر التي مُنيت بها القوات الروسية في الشرق الأوكراني، في غضب القوميين الروس الذين دعوا الرئيس فلاديمير بوتين إلى إجراء تغييرات فورية، لضمان "النصر النهائي" في الحرب.

يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

تحميل المزيد