بدأ نعش الملكة إليزابيث رحلة تستغرق ست ساعات من منزلها في المرتفعات الأسكتلندية إلى إدنبره الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022، بينما تصطف الحشود على الطرقات لتأبين الملكة في مستهل سلسلة من الفعاليات المهيبة التي تقود لجنازتها في الـ19 من سبتمبر/أيلول.
في الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش، وُضع نعش إليزابيث، المصنوع من خشب البلوط والمغطى بالراية الملكية لأسكتلندا ويعلوه إكليل من الزهور في قاعة بقلعة بالمورال، في عربة على يد ستة حراس.
بعد ذلك، شقت العربة التي تحمل نعش الملكة إليزابيث طريقها عبر بوابات بالمورال للتوجه نحو العاصمة الأسكتلندية. وتوفيت الملكة في مقر إقامتها الصيفي يوم الخميس 8 سبتمبر/أيلول، عن عمر ناهز 96 عاماً، بعدما ظلت على عرش بلادها 70 عاماً.
حيث أثارت وفاتها حزناً عميقاً وإشادات حارة، ليس فقط من المقربين في عائلتها والكثيرين في بريطانيا، ولكن أيضاً بجميع أنحاء العالم، في انعكاس لحضورها الذي استمر على الساحة الدولية لسبعة عقود.
اعتلت الملكة العرش بعد وفاة والدها الملك جورج السادس في السادس من فبراير/شباط 1952، عندما كانت تبلغ من العمر 25 عاماً فقط. وجرت مراسم تتويجها بعد عام من ذلك.
اقرأ أيضاً
نعش الملكة إليزابيث يتحرك ببطء
مصحوبة بابنة الملكة الأميرة آن، تتحرك العربة التي تحمل نعش الملكة إليزابيث ببطء من القلعة النائية وتمر عبر بلدات وقرى صغيرة في طريقها لإدنبره حيث سيُنقل النعش إلى غرفة العرش في قصر هوليرود هاوس.
سيكون موكب نعش الملكة إليزابيث البطيء هو الحدث الأول ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنتهي بالجنازة الرسمية في لندن. وتجمع عشرات الآلاف عند قصور ملكية خلال الأيام الماضية منذ وفاة الملكة إليزابيث يوم الخميس؛ لوضع الزهور وإبداء الاحترام والتعازي.
فيما قال ابنها الملك تشارلز الثالث، في مراسم تنصيبه رسمياً، السبت: "أعلم مدى عمق تأثركم، وتأثر الأمة بأكملها، وأعتقد أنه يمكنني القول إن العالم أجمع يتعاطف معي في تلك الخسارة الفادحة التي تكبدناها جميعاً".
تابع قائلاً: "أعظم ما يواسيني هو أن أعلم ما عبر عنه كثيرون من التعاطف لشقيقتي وشقيقيّ، وأن مثل هذا الحب الجارف والدعم يشمل أسرتنا بأكملها في حزنها".
على الرغم من أن وفاة إليزابيث لم تكن مفاجأة بالكامل في عمرها، وحقيقة تدهور صحتها في الفترة الأخيرة ورحيل زوجها الأمير فيليب العام الماضي بعد زواجٍ دامَ 73 عاماً، اتسم استقبال النبأ بنوع من الصدمة.
حيث قال حفيدها الأمير ويليام، الذي أصبح الآن وريث العرش، للمعزين أمس السبت، لدى لقائه الحشود عند قلعة وندسور: "كنا جميعاً نظن أنها لا تُقهر".
اقرأ أيضاً
تاريخ الجنازة الرسمية
أعلن مسؤولون أن الجنازة الرسمية لإليزابيث ستقام في كنيسة وستمنستر بلندن يوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول، الذي سيكون عطلة رسمية في بريطانيا. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه سيحضر الجنازة، على الرغم من عدم الكشف بعد عن التفاصيل الكاملة للحدث والحضور.
قبل ذلك، سيُحمل نعش الملكة إليزابيث جواً إلى لندن حيث يظل في قصر باكنغهام، ثم يُنقل في اليوم التالي إلى قاعة وستمنستر ويبقى هناك مكشوفاً لأربعة أيام.
في عام 2002، اصطف أكثر من 200 ألف شخص لتقديم احترامهم لوالدة إليزابيث بينما كانت ترقد في نعش مكشوف، وقال مساعدون في وقت سابق، إن هناك توقعات بأن الملايين قد يرغبون في زيارتها. وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء ليز تراس، للصحفيين: "من البديهي القول إننا يمكن أن نتوقع أعداداً كبيرة من الناس".
تنضم تراس، التي كان تعيينها رئيسة للوزراء يوم الثلاثاء الماضي آخر عمل علني للملكة، إلى الملك تشارلز ليقوم الرئيس الجديد للدولة ورئيسة الوزراء بجولة في دول المملكة المتحدة الأربع في الأيام القليلة المقبلة.
بينما خلف تشارلز (73 عاماً)، والدته على الفور لكن تم تنصيبه ملكاً أمس السبت، في مراسم مليئة بالأبهة الملكية التي يعود تاريخها إلى قرون من الزمن بعد اجتماع لمجلس الخلافة في قصر سانت جيمس، وهو قصر ملكي بني من أجل الملك هنري الثامن في ثلاثينيات القرن السادس عشر.
أصبح تشارلز الملك رقم 41 الذي يعتلي عرش بريطانيا ضمن سلسلة تعود أصولها إلى الملك النورماندي ويليام الأول الفاتح الذي استولى على عرش إنجلترا عام 1066.