برلماني ليبي يكشف أسباب سفر عقيلة صالح إلى قطر.. توقع قيام “الدوحة” بالوساطة بين فرقاء ليبيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/09 الساعة 20:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/09 الساعة 22:20 بتوقيت غرينتش
عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي/رويترز

قال عضو مجلس النواب الليبي، عبد المنعم العرفي، الجمعة، 9 سبتمبر/أيلول 2022، إن رئيس المجلس عقيلة صالح سيبدأ، السبت، 10 سبتمبر/أيلول 2022، زيارة إلى دولة قطر، ويلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لـ"إنهاء الخلاف" بين الجانبين.

أضاف العرفي، للأناضول، أن صالح "سيتوجه السبت إلى الدوحة بدعوة رسمية كان قد تلقاها من وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، خلال لقائهما بتركيا في 2 أغسطس/آب المنصرم". وأوضح أن الزيارة "تأتي لتقريب وجهات النظر بين الجانبين"، مشيراً إلى أن صالح "سينقل وجهة نظر البرلمان والدولة الليبية".

الوساطة في الأزمة الليبية

يُذكر أنه، وفي السنوات الماضية، اتهم مجلس النواب الليبي قطر بـ"دعم" تشكيلات مسلحة مناوئة له، وهو ما نفته الدوحة مراراً، مؤكدة وقوفها على مسافة واحدة من جميع أطراف الأزمة.

عقيلة صالح وماكرون خلال مؤتمر حول ليبيا احتضنته فرنسا (أرشيف)/ رويترز

أردف العرفي: "قطر من ضمن أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وهي دولة عربية لا بد من التفاهم معها، وطي صفحة خلافات الماضي، وفق احترام السيادة بين الدول". وتوقع أن "تلعب قطر دور الوسيط في الأزمة الليبية (..) صالح سيلتقي أمير قطر تميم بن حمد".

في حين لم يصدر حتى الساعة (17:00 ت.غ)، تعليق من قطر أو مجلس النواب الليبي بشأن زيارة صالح المرتقبة، والتي تأتي بعد يوم واحد من لقاء رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، أمير قطر في الدوحة، حيث بحثا "دعم الجهود الدولية" لإجراء انتخابات تحل الأزمة الليبية.

أزمة سياسية في ليبيا

في سياق ذي صلة، تشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية يرأسها الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.

لحل الأزمة تكافح ليبيا للوصول إلى انتخابات، وذلك وفق مبادرة أممية تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب الدولة للتوافق حول قاعدة دستورية تقود البلاد للانتخابات، وهو ما لم يتم حتى اليوم.

يأتي ذلك في الوقت الذي بحث فيه رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، "ضرورة دعم الجهود الدولية" لإجراء انتخابات تحل الأزمة الليبية.

عودة الأمانة للشعب
عبد الحميد الدبيبة/ رويترز

جاء ذلك خلال استقبال الدبيبة في الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة، بحضور وزراء قطريين، بينهم وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن، ومحافظ البنك المركزي، وفق بيان نُشر عبر منصة "حكومتنا" الليبية (رسمية).

كما حضر الاجتماع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة.

ركز الاجتماع على "ضرورة دعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات في ليبيا، باعتبارها الخيار الوحيد للشعب الليبي للوصول إلى الاستقرار"، ورفض المجتمعون "المراحل الانتقالية في ليبيا"، بحسب البيان.

لقاءات ليبية أوروبية 

في المقابل أجرى مسؤولون ليبيون، الخميس، سلسلة لقاءات مع مسؤولين أوروبيين في إطار دعم خروج ليبيا من حالة الانسداد السياسي والدفع نحو إجراء انتخابات لحلّ الأزمة.

حيث التقى المبعوث الفرنسي إلى ليبيا، بول سولير، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وسلمه رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبحسب بيان للرئاسي الليبي، أعرب سولير عن "تطلعه لمزيد من التعاون على الأصعدة كافة؛ لتوطيد العلاقات بين البلدين".

بعد ذلك، التقى سولير بالنائب في المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، وناقش الاجتماع جهود الوصول إلى إجراء انتخابات وفق قاعدة دستورية ترضى بنتائجها كافة الأطراف. وعبّر الكوني عن أمله "في أن تلعب فرنسا دوراً بارزاً في حلّ الأزمة الليبية بترؤسها للاتحاد الأوروبي الشهر المقبل"، بحسب بيان للكوني.

عقيلة صالح ومحمد المنفي/ الأناضول

نقل البيان عن سولير قوله، إن بلاده "تدعم جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، وموقفها يذهب باتجاه دعم الجهود الليبية دون تدخل خارجي؛ لبلورة الحل الأمثل لإشكاليات المرحلة". وحضرت اللقاء سفيرة فرنسا لدى ليبيا، بياتريس لوفرابير دو هيلين، بحسب البيان.

اجتماع برلين

في لقاء آخر، استقبل الكوني السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبي بوتشينو غريمالدي، وناقشا اجتماع برلين بخصوص ليبيا (الخميس والجمعة)، للبحث عن مخارج ممكنة تسمح بإنهاء حالة الانسداد القائم في ليبيا". وأضح بيان للمجلس الرئاسي الليبي أن الكوني شدد على "التزام المجلس باستحقاقات المرحلة، وتلبية تطلعات الشعب الليبي بإجراء الانتخابات وفق إطار توافقيّ بين جميع الأطراف".

لاحقاً، التقى سولير رئيس مجلس إدارة مفوضية الانتخابات الليبية عماد السايح. وقالت المفوضية في بيان، إن اللقاء يأتي في "إطار حرص المجتمع الدولي في هذه المرحلة على دعم المساعي الرامية لتحقيق التوافق بين جميع الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية".

شبح الحرب يخيم مجدداً على ليبيا، أرشيفية/ رويترز

بحسب البيان، "بحث اللقاء المستجدات السياسية للعملية الانتخابية المقررة في ضوء التطورات المحلية والدولية". ونقل البيان عن سولير تأكيده دعم بلاده "لجهود استكمال الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة".

في السياق ذاته، اجتمع السايح أيضاً مع ممثلين عن كلّ من فريق الأمم المتحدة لدعم الانتخابات في ليبيا ومندوب عن المنظمة الدولية للنظم الانتخابية في ليبيا؛ لـ"مناقشة تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المقبلة".

العملية الانتخابية في ليبيا

بحسب بيان آخر للمفوضية، بحث الاجتماع الذي عقد عبر تطبيق (زوم)، "الإجراءات الفنية والتقنية، وسبل تطوير النظم الإلكترونية والتقنيات الخاصة بالعملية الانتخابية، وتحسين أدائها لضمان تحقيق مستويات عالية من النزاهة والمصداقية في الانتخابات".

تشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.

لحل الأزمة تكافح ليبيا للوصول إلى انتخابات وفق مبادرة أممية، تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والدولة للتوافق حول قاعدة دستورية تقود البلاد لإجراء تلك الانتخابات.

تحميل المزيد