يفضلون الموت على الذهاب لرواندا.. لاجئون ببريطانيا يخشون “نهاية سيئة” لمصيرهم ويترقبون قرار المحكمة

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/05 الساعة 08:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/05 الساعة 08:39 بتوقيت غرينتش
اللاجئون في بريطانيا يخشون من ترحيلهم إلى رواندا - Getty Images

تنظر محكمة لندن العليا، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، في الاستئناف المقدم ضد الخطط الحكومية المثيرة للجدل، والمتضمنة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، وذلك في وقت يستحوذ الخوف على عشرات من طالبي اللجوء السوريين الماكثين في فندق إيبيس، والذين يخشون من نهاية سيئة لرحلة لجوئهم إلى المملكة. 

صحيفة The Guardian البريطانية ذكرت، الأحد 4 سبتمبر/أيلول 2022، أن طالبي اللجوء يتحدثون عن أنهم يعيشون في خوف شديد من أن يؤول الأمر إلى ترحيلهم إلى رواندا، وهم جميعاً من حديثي العهد بالوصول إلى بريطانيا، ومن ثم فهم يعلمون أنهم أول المرشحين للترحيل إذا حكم قضاة المحكمة العليا بأن الخطة الحكومية قانونية.

لم تنشر وزارة الداخلية البريطانية معايير محددة لاختيار المرحَّلين إلى رواندا، لذلك يظن كل طالب لجوء في الفندق أنه معرض لخطر الترحيل قبل غيره.

يقول عبد الله وهو شاب سوري يبلغ من العمر 21 عاماً: "نقول جميعاً في الفندق إن (قتل أنفسنا خيرٌ لنا من الذهاب إلى رواندا)". 

أصيب عبد الله برصاصة في فخذه الأيمن حينما داهم جنود من نظام بشار الأسد في سوريا قريته في عام 2014 وأخذوا يطلقون النار على الناس. 

أشار الشاب إلى أنه لم يتمكن من الحصول على العلاج في أي مستشفى قريب؛ لأن جميع المستشفيات في منطقته كانت مغلقة آنذاك بسبب الحرب، وقد هرب بعد ذلك إلى تركيا، لكنه "عجز عن بلوغ العلاج الطبي هناك أيضاً".

لجأ عبد الله بعد ذلك إلى المهربين للسفر إلى أوروبا، وانتقل إلى ليبيا ثم غادرها على متن قارب مكتظ إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

تعرض عبد الله للاستغلال من قبل المهربين، وقال: "لقد أُجبرت على العمل لدى المهربين في ليبيا. كنت أتولى أعمال الزراعة عنهم وأغسل سياراتهم".

قضى عبد الله أربعة أيام في جزيرة لامبيدوسا، وبعدها شق طريقه إلى مدينة كاليه الفرنسية، ويقول: "كنا نعيش في خيام نُقيمها بالحدائق، لكن الشرطة كانت تأتي وتمزق الخيام فوق رؤوسنا".

دفع عبد الله للمهربين 1000 جنيه إسترليني (نحو 1148 دولاراً أمريكياً) للعبور من فرنسا إلى بريطانيا في قارب صغير. وقد وصل إلى بلاد الإنجليز قبل بضعة أسابيع. ويقول: "أنا خائف من الماضي والحاضر والمستقبل. لم يعد بي طاقة لشيء".

كان قد خلُص تقرير صدر حديثاً عن منظمة Medical Justice إلى أن تهديد طالبي اللجوء بالترحيل القسري إلى رواندا يزيد من خطر الإقبال على الانتحار بينهم.

بدورها، نقلت صحيفة The Independent البريطانية عن وثائق حصلت عليها مؤسسة Liberty Investigates للصحافة الاستقصائية، أن طالبي اللجوء الذين نُقلوا بالطائرة في أول رحلة ترحيل إلى رواندا في 14 يونيو/حزيران 2022، والتي أوقفت بسبب قبول الاعتراض القانوني عليها، هددوا بإيذاء أنفسهم والانتحار، واستُخدمت معهم تقنيات الضبط و"تخفيف الألم" بعد توسلهم الشديد بعدم الترحيل من بريطانيا.

تحميل المزيد