كشفت صحيفة "نيكي" اليابانية، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، أن حجم الأضرار العالمية الناجمة عن الجفاف في عديد من دول الكوكب خلال نصف العام، بلغ 13.2 مليار دولار على الأقل، حسب ما نقلته الصحيفة عن بيانات شركة التأمين الدولية "أون".
بينما يقول الخبراء إن دول الاتحاد الأوروبي تعاني الآن من أسوأ جفاف في السنوات الـ500 الماضية، كما أن الجفاف محتدم في غرب الولايات المتحدة وباكستان والصين، وفق ما ذكرته وكالة "تاس" الروسية.
فيما انخفض في الصين، بسبب ضحالة الأنهار، إنتاج الكهرباء في عدد من محطات الطاقة الكهرومائية بنحو 40%، في حين جرى في مقاطعة سيتشوان، على خلفية هذا السبب، إيقاف مصنع تجميع شركة تويوتا للسيارات مؤقتاً.
كان خبراء من المعهد الوطني الياباني للدراسات البيئية وجامعة طوكيو قد نشروا في شهر يونيو/حزيران الماضي، تقريراً أكدوا فيه أن الجفاف بحلول منتصف هذا القرن، لن يكون في الصيف الاستثناء، بل القاعدة في العديد من المناطق، وضمن ذلك ساحل البحر المتوسط وأجزاء كبيرة من أمريكا الجنوبية.
الجفاف يزيد من متاعب أوروبا
في جميع أنحاء أوروبا، يعد النقل مجرد عنصر واحد من عناصر التجارة القائمة على النهر، والتي انقلبت بسبب تغير المناخ. تفاقمت أزمة الطاقة في فرنسا، لأن نهري رون وغارون دافئان جداً، لدرجة لا تسمح بتبريد المفاعلات النووية بشكل فعال، علاوة على أن مستوى الطاقة في إيطاليا منخفض جداً، بحيث لا يمكنه ري حقول الأرز والحفاظ على المحار من أجل إعداد "معكرونة الفونغولي".
رغم أن الاضطرابات بالمجاري المائية بسبب الجفاف ستكون تحدياً كبيراً، فإن المنطقة بالفعل على شفا الركود، حيث يغذي الهجوم الروسي على أوكرانيا التضخم عن طريق الضغط على إمدادات الغذاء والطاقة.
يضيف الوضع- بعد أربع سنوات فقط من التوقف التاريخي للشحن عبر الراين- إلحاحاً أكبر على جهود الاتحاد الأوروبي لجعل الشحن الداخلي أكثر مرونة.
تنقل الأنهار والقنوات في القارة أكثر من طن من البضائع سنوياً لكل مقيم في الاتحاد الأوروبي، وتسهم بنحو 80 مليار دولار في اقتصاد المنطقة كوسيلة نقل، وفقاً للحسابات المستندة إلى أرقام المديرية العامة للمفوضية الأوروبية (يوروستات)، لكن تداعيات جفاف المجاري المائية تتعمق أكثر.
الأسوأ لم يأتِ بعد
من المتوقع أن تؤدي الظروف السيئة إلى تراجع اقتصادات المنطقة بشكل أسوأ بكثير، من 5 مليارات يورو (5.1 مليار دولار)، التي خسرتها هذه الاقتصادات بسبب مشاكل عبور الراين في عام 2018، وفقاً لألبرت جان سوارت، اقتصادي النقل في بنك إيه.بي.إن امرو الهولندي.
حتى إن المحللين المخضرمين مصدومون. قال غونتر جايجر، العضو المنتدب في شركة Reederei Jaegers GmbH، إنه صُدِمَ بشدة في وقت سابق من هذا الشهر عندما شهد تكلفة الشحن، حيث ارتفع معدل سفينة الشحن الواحدة بنسبة 30% في يوم واحد.
على الرغم من أن جايجر وشركات الشحن الأخرى، غير تلك التي يمثلها، قد يكونون قادرين على تحصيل رسوم أكثر لكل طن من البضائع، فإنهم مقيدون في مقدار ما يمكنهم حمله، لأن انخفاض المياه يعني أنه يتعين عليهم حمل حمولات أصغر للإبحار بأمان. وليس هناك أفقٌ لهذه الأزمة، حيث إنك إذا نظرت إلى توقعات الطقس "فستجد أنها مثل الصحراء".
في الطرف الجنوبي لمضيق الراين، تحولت مزارع الكروم ذات المدرجات إلى اللون البني، بينما في كولونيا، جنح مطعم عائم شهير بعد تراجع المياه. وظهر رصيف رملي على بعد نحو 20 كيلومتراً من المنبع من كاوب، وهو موقع ممر صعب بالقرب من منحدرات لوريلي الشهيرة.