حذَّر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، من أن المجاعة "أصبحت على الأبواب في الصومال"، لافتاً إلى أنه يوجه "تحذيراً أخيراً" قبل حلول الكارثة.
وقال في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الصومالية مقديشو، إن البيانات الأخيرة "تُظهر مؤشرات ملموسة أن المجاعة ستحدث هذا العام، وتحديداً في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول المقبلين"، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".
في السياق، أعرب غريفيث عن "صدمته الكبيرة "حيال الوضع المؤلم الذي يعيشه الصوماليون، مضيفاً أنه شاهد "أطفالاً يعانون من سوء التغذية وبالكاد يستطيعون الكلام".
نقص الغذاء يهدد مليوني صومالي
والأسبوع الماضي، وجّه الصومال نداء عاجلاً للمجتمع الدولي للاستجابة العاجلة لنحو 2 مليون صومالي يهددهم نقص الغذاء من أصل 7.8 مليون شخص تضرروا بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد.
وتشير تقارير رسمية محلية إلى وفاة ما لا يقل عن 200 طفل بسبب سوء التغذية والإسهال الحاد منذ يناير/كانون الثاني 2022، فيما يعاني 213 ألف شخص من سوء التغذية الحادة.
وفي 31 يوليو/تموز الماضي، أعلن رئيس الصومال حسن شيخ محمود، أن بلاده دخلت رسمياً في "مجاعة" تسببت في وفيات، موجهاً استغاثة لمواجهة المجاعة في الصومال، داعياً إلى استجابة محلية ودولية سريعة؛ للمساعدة على تجاوز الأزمة.
تزامن نداؤه مع تقارير عالمية أشارت إلى أن أكثر من 7 ملايين صومالي، أي نحو نصف السكان، يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء مع ما يقرب من نصف مليون يعانون من مجاعة، في ظل التأثير المدمر للجفاف على الصوماليين.
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، حذّر من أن دولة الصومال تقترب من مجاعة حقيقية نتيجة قلة الأمطار، وهو ما قد يعرض الملايين للخطر. وأضاف: "لدينا بعض الأفكار الأساسية حول كيفية مساعدة الشعب الصومالي".
الجفاف والحرب في أوكرانيا
وفي يوليو/تموز الماضي، أفاد تقرير بمجلة "Economist" البريطانية، بأن المجاعة في الصومال تهدد حياة مئات الآلاف من سكانه، وذلك بسبب عوامل عديدة، من أبرزها موجة الجفاف القاسية التي تضرب البلاد وتداعيات الحرب في أوكرانيا.
حيث أشارت المجلة إلى أن موجة جفاف هي الأسوأ منذ 4 عقود، أدت إلى تلف المحاصيل الزراعية ونفوق الماشية في كل من الصومال وإثيوبيا وكينيا، وبات أكثر من 18 مليون شخص بالمنطقة يكافحون للعثور على ما يسدّ رمقهم من الطعام، وسط ارتفاع في نسبة وفيات الأطفال بالبلدان الثلاثة.
بحسب "إيكونوميست"، فإن الصومال الهش سيكون الأكثر تضرراً من موجة الجفاف هذه، إذ يرى محمد عبدي عضو المجلس النرويجي للاجئين (مؤسسة خيرية)، أنه "إذا لم نفعل شيئاً في الوقت الراهن، فإننا سنتحدث (فيما بعد) عن مئات الآلاف من الوفيات" في الصومال.