قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الإثنين، 5 سبتمبر/ايلول2022 إن الحكومة الإيرانية تخطط لاستخدام تقنية التعرف على الوجوه في وسائل المواصلات العامة لتحديد هويات النساء اللواتي لا يلتزمن بقانون صارم جديد لارتداء الحجاب، في الوقت الذي يواصل خلاله النظام حملته القمعية العقابية المفروضة على ثياب النساء.
حيث أعلن محمد صالح هاشمي كلبايجاني، رئيس دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران، في مقابلةٍ عُقدت مؤخراً أن الحكومة كانت تخطط لاستخدام تكنولوجيا لمراقبة النساء في الأماكن العامة عقب توقيع الرئيس الإيراني المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي على مرسوم جديد لتقييد ملابس النساء.
قرار جديد يخص حجاب المرأة في إيران
إذ وقّع رئيسي على المرسوم الجديد في 15 أغسطس/آب 2022، بعد حوالي شهر من الاحتفال باليوم الوطني الإيراني "للحجاب والعفة"، الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات حول البلاد من النساء اللواتي نشرن فيديوهات لهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما لا يرتدين الحجاب في الشوارع وعلى متن الحافلات والقطارات. وفي الأسابيع الأخيرة، ردت السلطات بسلسلة من الإيقافات والاعتقالات والاعترافات القسرية التي بُثت على التلفاز.
من جانبها، قالت أزاده أكبري، الباحثة لدى جامعة تفنتي الهولندية: "طالما لوح النظام الإيراني بفكرة استخدام تقنية التعرف على الوجوه لمعرفة هويات الأشخاص الذين ينتهكون القانون. النظام يدمج أشكال عنيفة "عتيقة" من السيطرة الشمولية في هيئة التقنيات الجديدة".
مضايقات لبعض النساء بسبب عدم ارتداء الحجاب
بحسب صحيفة The Guardian، فإن بعض النساء اللواتي أُلقي القبض عليهن بعد تحديهن المرسوم الجديد، عُرفت هوياتهن بعد أن نُشرت فيديوهاتهن على الإنترنت، بينما يتعرضن لمضايقات في المواصلات العامة بسبب عدم ارتدائهن الحجاب بصورة ملائمة.
إحدى هؤلاء تدعى سيبيده راشنو، 28 عاماً، وأُلقي القبض عليها بعد انتشار فيديو لها على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تتعرض للتوبيخ لارتداء "ثياب غير ملائمة" عن طريق راكب آخر، أجبره حينها المتفرجون على النزول من الحافلة دفاعاً عن سيبيده. وقالت المجموعة الحقوقية Hrana إن سيبيده تعرضت للضرب بعد اعتقالها وأُجبرت بعدها على الاعتذار على التلفاز للراكب الذي ضايقها.
لم تكن سيبيده أول شخص يعاني من القمع العنيف نتيجة شهرته على الإنترنت. ففي عام 2014، حُكم على 6 أشخاص -ثلاثة رجال وثلاث نساء- بالسجن لمدة عام والجلد 91 جلدة، بعد انتشار فيديو لهم بينما يرقصون في طهران على أغنية Happy للمغني الأمريكي فاريل ويليامز، وحصل الفيديو على 150 ألف مشاهدة.
استخدام بطاقات هوية بيومترية
منذ عام 2015، تطبق الحكومة الإيرانية تدريجياً استخدام بطاقات الهوية البيومترية، التي تتضمن شريحة تخزن بيانات مثل مسح قزحية العين وبصمات الإصبع وصور الوجه. ويعرب الباحثون عن قلقهم من أن هذه المعلومات سوف تُستخدم مع تقنية التعرف على الوجوه لتحديد هوية الأشخاص الذين ينتهكون قواعد الملابس الإلزامية، سواء في الشوارع أو في الفضاء السيبراني.
من جانبها قالت أزاده: "إن قطاعاً كبيراً من الشعب الإيراني مسجل الآن ضمن بنك البيانات البيومترية الوطني هذا، نظراً إلى أن الكثير من الخدمات العامة تصير معتمدة على بطاقات الهوية البيومترية". لذا فإن الحكومة تملك وصولاً إلى كل الوجوه. إنهم يعرفون أماكن الأشخاص ويمكنهم العثور عليهم بسهولة. فيمكن أن تُحدد هوية أي شخص يظهر في فيديو منتشر في غضون ثوانٍ".
أضافت: "بقيامهم بذلك، تبرهن الحكومة على نقطة واحدة: لا تفكروا أن شيئاً صغيراً يحدث على متن حافلة في مكان ما سوف يُنسى. نعرف من تكون وسوف نعثر عليك وبعدها سوف يجب عليك تكبد العواقب".