إسرائيل تكشف نتائج تحقيقها بمقتل شيرين أبو عاقلة.. لن تفتح تحقيقاً جنائياً، وهذا ما خلصت إليه

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/05 الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/05 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة - عربي بوست

قال الجيش الإسرائيلي، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، إن التحقيقات الإسرائيلية في مقتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة خلصت إلى أنه من المحتمل أن يكون جندي إسرائيلي قد أطلق عليها الرصاص دون قصد، لكن لم يتم استهدافها عمداً.

جاء في بيان تضمّن الاستنتاجات النهائية للتحقيق الذي أجراه الجيش: "بعد سلسلة التحقيقات التي أجراها فريق مهني متخصص، لا يمكن تحديد، بصورة جازمة، مَن كان وراء مقتل شيرين أبو عاقلة، رغم وجود احتمال كبير أن تكون الصحفية قد قُتلت بنيران خاطئة للجيش، أثناء إطلاق النار على من تم تشخيصهم مسلحين فلسطينيين، خلال معركة تعرضت فيها القوات الإسرائيلية إلى وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي، بشكل عرَّض حياة الجنود للخطر".

استدرك البيان أن احتمال أن تكون أبو عاقلة قد قُتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين "لا يزال قائماً". ولفت إلى أن قائد المنطقة الوسطى يهودا فوكس "عرض على رئيس الأركان العامة أفيف كوخافي مؤخراً الاستنتاجات النهائية، للتحقيق في حوادث إطلاق النار التي أدت إلى مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة".

تحقيق إسرائيل في مقتل شيرين أبو عاقلة

الجيش الإسرائيلي أكمل من خلال البيان: "في إطار التحقيقات تم استجواب قوة الجيش التي كانت حاضرة في الحادث، كما تم إجراء تحليل دقيق لمسار الأحداث، مع تحليل وفحص الصوت من مكان الحادث مباشرة، إضافة إلى تحليل مُفصّل لمنطقة المساحة، وخاصة مساحة إطلاق النار، والتي تضمنت محاكاة مُفصّلة لما حصل حينها في المنطقة".

كما قال: "بالإضافة إلى ذلك تم إجراء فحوصات باليستية، وفحوصات للطب الشرعي من مكان الحادث، كما قام المحققون بفحص معلومات إضافية تم نشرها عن الحادثة، بما فيها معلومات عُرضت من قبل وسائل إعلامية دولية، بما فيها توثيق مصور وصوتي".

أضاف: "في أعقاب مطالبات متكررة تم نقل الرصاصة (التي تسببت في مقتل شيرين أبو عاقلة) للفحص، في 2 يوليو/تموز، وخضعت لفحص باليستي في مختبر الطب الشرعي من قبل هيئات مهنية إسرائيلية، حضرها ممثلون أمريكيون مختصون من قبل منسق الأمن الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

تابع الجيش الإسرائيلي: "في الفحص تحدد أنه ونظراً لوضع الرصاصة ونوعية العلامات التي كانت عليها، فهناك صعوبة حقيقية بعملية التشخيص، حيث لم يستطع الجزم ما إذا كانت أُطلقت أو لم تُطلق الرصاصة من سلاح الجيش الإسرائيلي".

أردف الجيش الإسرائيلي: "وفقاً لكافة النتائج تبيّن أنه لا يمكن تحديد، بشكل جازم، على يد مَن قُتلت شيرين أبو عاقلة، إلا أنه يبدو أن هناك احتمالاً أكبر أن تكون قد أُصيبت عن طريق الخطأ، بنيران الجيش الإسرائيلي، التي وُجِّهت نحو من تم تشخيصهم مسلحين فلسطينيين، خلال معركة تم فيها إطلاق وابل من الرصاص الكثيف والعشوائي تجاه قوات الجيش، مشكّلاً خطراً على حياتهم".

كما قال: "إن نيران جنود الجيش صُوبت تجاه المسلحين الذين أطلقوا النار على قواتنا، وهناك احتمالٌ آخر لا يزال قائماً، أن تكون أبو عاقلة قد قُتلت بنيران المسلحين الفلسطينيين، التي صُوبت نحو المكان الذي تواجدت فيه". وأضاف: "تم فحص آليات وقواعد إطلاق النار وتنفيذه، ولم يرِد أي خرق لها".

رئيس الأركان "قبِل استنتاجات التحقيق"

لفت البيان إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "قَبِل استنتاجات التحقيق، وخَلُص إلى أنه كان عميقاً وشاملاً، وأن فِرَق التحقيق حاولت فعل كل ما بوسعها وبأدق التفاصيل للوصول إلى الحقيقة".

كما قال: "بالإضافة إلى ذلك أكد رئيس هيئة الأركان، وفقاً لنتائج التحقيق، أنه لم يتم تشخيص شيرين أبو عاقلة كصحفية، وبالتالي لم يكن هناك إطلاق نار متعمد من قِبل مقاتلي جيش الدفاع لاستهداف الصحفية".

أضاف: "مع انتهاء التحقيق تم نقل كافة المعطيات إلى فحص النيابة العامة العسكرية، حيث تم عرض تحليل مفصل للبيانات التي تم جمعها، وإعطاء استجابة للأسئلة التوضيحية التي وُجهت إلى فريق التحقيق".

بينما ذكر البيان أن المدعية العسكرية العامة للجيش لن تفتح تحقيقاً جنائياً في الحادث. وأضاف: "بعد دراسة وفحص شامل للحادثة، واستناداً إلى كافة المعطيات المتوفرة، وجدت المدعية العسكرية العامة أنه ووفقاً لظروف الحادثة لا يوجد اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يُبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية".

مقتل شيرين "حدث مؤسف"

من جهته، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، عن أسفه لمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة. وقال في البيان ذاته: "مقتل شيرين أبو عاقلة هو حدث مؤسف".

أضاف كوخافي: "تواجدت المراسلة في ساحة مهددة بالخطر، وفي ذروة معركة استمرت إلى ما يقارب الساعة، خلالها عَمد مسلحون فلسطينيون إلى إطلاق النار بشكل مكثف تجاه جنود الجيش، معرضين حياتهم للخطر، بإطلاق نار عشوائي وفي كل الاتجاهات".

سلطات الاحتلال اعتدن على جنازة شيرين أبو عاقلة/Getty Images
سلطات الاحتلال اعتدن على جنازة شيرين أبو عاقلة/Getty Images

قُتلت أبو عاقلة، التي كانت تعمل مراسلة لقناة "الجزيرة" القطرية، في 11 مايو/أيار 2022، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أُصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي في الرأس، أثناء تغطيتها اقتحامه لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

في 26 مايو/أيار الماضي، أعلن النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب، عن نتائج تحقيقات النيابة العامة الفلسطينية، والتي خلصت إلى أن أبو عاقلة قتلت برصاص قناص إسرائيلي "دون تحذير مسبق".

كما خلصت تحقيقات أجرتها مؤسسات صحفية أمريكية رائدة، مثل قناة "CNN"، ووكالة "أسوشيتد برس"، وصحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، إلى أن أبو عاقلة قُتلت برصاص إسرائيلي.

تحميل المزيد