حذّرت السلطات الأمنية في الولايات المتحدة، مع اقتراب ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، من أن منظمات إرهابية أجنبية قد تستغل الأحداث الأخيرة مثل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في الاحتفالات والرسائل المحيطة بذكرى الهجمات.
فوفقاً لنشرة استخباراتية صدرت يوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2022 ونشرت تفاصيلها شبكة "سي إن إن" الأمريكية وهي صادرة بشكل مشترك من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، فإن تنظيم القاعدة وأنصاره يسعون عادة إلى إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وقد أظهروا محتوى يحتفل بالهجمات باعتبارها "ناجحة"، ويمدح المهاجمين وقيادة التنظيم، وتشجيع أتباعه على شن هجمات مماثلة.
تهديد وشيك ربما من تنظيم القاعدة
ذكرت النشرة أنه لا توجد مؤامرة معروفة أو تهديد وشيك لمهاجمة الولايات المتحدة، لكن السلطات تبحث عن أشخاص قد يستلهمون الرسائل المحيطة بذكرى الهجمات.
كما قالت النشرة الاستخباراتية إن "الأحداث الأخيرة، وضمن ذلك الضربة التي وقعت في 30 يوليو/تموز 2022، والتي أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري والذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، قد تظهر بشكل بارز في النشرات الإعلامية للمنظمات الإرهابية الأجنبية بشأن أحداث 11 سبتمبر/أيلول هذا العام، في محاولة لزيادة مشاركة المتطرفين العنيفين محلياً ودعمهم عبر الإنترنت".
كانت الولايات المتحدة قتلت الظواهري في غارة بطائرة بدون طيار وسط العاصمة الأفغانية كابول في نهاية يوليو/تموز، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب بعد الغارة، إن الظواهري "كان متورطاً بعمق في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، وهي واحدة من أكثر الهجمات التي تسببت في مقتل أشخاص على الأراضي الأمريكية، حيث قتل فيها 2977 شخصاً"، وأضاف بايدن أن "أيمن الظواهري كان لعقود، العقل المدبر للهجمات ضد الأمريكيين".
ذكرى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
في حين صادف شهر أغسطس/آب 2022 الذكرى السنوية الأولى للانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، حيث تم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص بشكل سريع وقتل 13 عسكرياً أمريكياً في هجوم بالقنابل على مطار كابول.
كما ذكرت النشرة الاستخباراتية: "على الرغم من عدم وجود تهديدات مستوحاة من أحداث 11 سبتمبر/أيلول للولايات المتحدة، لا تزال الجماعات الإرهابية الأجنبية تحدد الوطن الأمريكي كهدف استراتيجي".
أضافت النشرة: "وحتى اليوم، في العديد من غرف الدردشة السرية عبر الإنترنت، نرى دعوات مستمرة لشنِّ هجمات"، وتابعت أن "جميع وكالات الأمن القومي ركزت غالبية اهتمامها على الجماعات الإرهابية والتهديدات المحلية من أجل الحفاظ على الأمن"، وأوضحت أن "هذا التركيز انصب على الاستقطاب السياسي في أمريكا".
في سياق ذي صلة لا تتوقع السلطات الأمنية الأمريكية أن تولي العديد من وسائل الإعلام الإرهابية الأجنبية هذا العام ذكرى 11 سبتمبر/أيلول اهتماماً كبيراً، حيث من المحتمل أن أعطت الأولوية للذكرى العشرين للهجمات في عام 2021.
مع ذلك، لا تزال السلطات الأمريكية في حالة تأهب تجاه الأفراد في الولايات المتحدة الذين قد يكونون متطرفين وملهمين للقيام بالعنف عن طريق الرسائل الأجنبية، ويمكن أن يسبق هذه الهجمات المحلية تحذيرات أولاً، بحسب النشرة.