أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف أوروبية، الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2022، بحق الإمام المغربي حسن إيكوسين المولود في فرنسا والمختفي منذ أيام عقب صدور قرار من أعلى محكمة إدارية في البلاد بإمكانية ترحيله، على خلفية اتهامه "بالتحريض على العنف والكراهية".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر مطلعة، أن قاضي التحقيق في مدينة فالانسيان شمال فرنسا أصدر مذكرة التوقيف الأوروبية بحق إيكوسين، تتعلق بتهمة "التهرب من تنفيذ قرار الترحيل".
منذ الثلاثاء 30 أغسطس/آب المنصرم، والشرطة الفرنسية تقول إنها لم تعثر على إيكوسين، وسط أنباء باحتمالية أن يكون قد فر نحو بلجيكا، حسبما نقلته وكالة فرانس 24.
في الوقت ذاته، أعلنت السلطات المغربية تعليق التصريح القنصلي الذي يسمح لباريس بنقل حسن إيكوسين إلى المغرب، عقب توقيعها له في وقت سابق. وكانت الرباط قد أدرجت اسمه ضمن قائمة المطلوبين، على إثر اختفائه منذ صدور القرار القاضي بترحيله من فرنسا.
ترحيل الداعية المغربي حسن إيكوسين
يُذكر أن أعلى محكمة إدارية في فرنسا، قضت الثلاثاء 30 أغسطس/آب، بإمكانية ترحيل الإمام المغربي حسن إيكوسين من البلاد، وذلك بعد اتهامات بـ"توجيهه دعوات إلى الكره والعنف"، خصوصاً بحق الجالية اليهودية والنساء، حسب القضاء الفرنسي.
وجاء القرار بعدما علق القضاء الفرنسي، مطلع أغسطس/آب، قرار ترحيل إيكوسين إلى المغرب، معتبراً أن هذه الخطوة "ستمس بحياته الخاصة والأسرية بشكل غير متناسب"، فيما قرر وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، الاستئناف على قرار القضاء.
وخلافاً للحكم الأول، وجد مجلس الدولة، الذي يعمل كمحكمة عليا للعدالة الإدارية، أن ترحيله إلى المغرب لن يكون تدخلًا غير متناسب مع حقه في أن تكون له حياته الخاصة والأسرية.
بدوره، وصف وزير الداخلية الفرنسي دارمانان، قرار المحكمة الأخير بأنه "نصر كبير للجمهورية، سيتم ترحيله".
بينما ردت محامية إيكوسين على تويتر بأن المعركة القانونية لم تنتهِ بعد، وأن موكلها لا يزال يفكر في اللجوء للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
من هو حسن إيكوسين؟
يُشار إلى أن حسن إيكوسين (57 عاماً) وُلد في فرنسا لكنه رفض الحصول على جنسيتها، ويقيم في لورش شمالي فرنسا، وهو نشط جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديه قناة على يوتيوب يتابعها 169 ألف شخص، إضافة إلى أن صفحته على فيسبوك تضم 42 ألف مشترك.
كان حسن إيكويسن اتهم عام 2004 بالإدلاء بتصريحات معادية للسامية من جانب المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا الذي رفع شكوى في حقه لدى اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا.
وبحسب المعلومات التي جمعتها شرطة المنطقة ونشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، فقد واصل إلقاء خطب "كراهية بحق قيم الجمهورية وبينها العلمنة" و"المساواة بين النساء والرجال" وإطلاق "نظريات معادية للسامية".
كما أنه في 22 يونيو/حزيران الماضي، أدلت اللجنة الإقليمية لطرد الأجانب برأي يؤيد ترحيله، وفق ما قالته وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس، مؤكدةً معلومة أوردتها أسبوعية "لو بوان".
لم يكن طرد الداعية حسن إيكويسن، وهو أب لخمسة أولاد، ممكناً قبل صدور قانون مكافحة النزعة الانفصالية في أغسطس/آب 2021. والإمام مولود في فرنسا، وهو مذاك مغربي الجنسية ولديه تصريح إقامة.
فيما قررت السلطات الفرنسية أن تتحرك بشأنه وتلجأ إلى قانون أغسطس/آب 2021 بعدما تقدم في الشتاء الماضي بطلب لتجديد إقامته لعشر سنوات.