أوروبا تتسلم رد إيران بخصوص مقترح إحياء الاتفاق النووي.. تدرس مع شركائها الخطوة التالية

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/02 الساعة 21:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/02 الساعة 22:26 بتوقيت غرينتش
مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع إيران- رويترز

قال المتحدث باسم جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2022، إن المسؤول الأوروبي تلقى رداً من إيران في إطار المفاوضات الجارية بشأن إحياء الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية، ووزعه على جميع الأطراف الأخرى المشاركة في المحادثات.

كذلك فقد قال بيتر ستانو المتحدث باسم بوريل: "الجميع يدرسون الرد في الوقت الحالي". وأضاف: "سنبحث، مثلما نفعل دائماً، كيفية المضي قدماً مع جميع المشاركين والولايات المتحدة"، مشيراً إلى الدول الأخرى الموقعة على اتفاق عام 2015 وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.

مساعٍ لإحياء الاتفاق النووي

يذكر أنه في عام 2018 انسحب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، دونالد ترامب، من الاتفاق وعاود فرض العقوبات الأمريكية القاسية على إيران؛ مما دفع طهران إلى انتهاك الالتزامات التي قطعتها على نفسها بموجب الاتفاق وذلك بأن أعادت بناء مخزونات من اليورانيوم المخصب، واستخدمت أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع الإنتاج.

في السياق ذاته ينسق بوريل المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق. وبدا في مارس/آذار 2022، أن إحياء الاتفاق النووي قريب المنال.

لكن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن انهارت بسبب قضايا عديدة، من بينها إصرار إيران على أن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقات تجريها فيما يتعلق بآثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة بإيران.

إيران ترد على مقترح إحياء الاتفاق النووي

يأتي الرد الأوروبي بعد ساعات من إعلان طهران، الخميس 1 سبتمبر/أيلول 2022، إرسال تعليقها على الرد الأمريكي بشأن مسودة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وذلك في خطوة قد تقرّب محادثات غير مباشرة استمرت بين طهران وواشنطن 16 شهراً، من نهايتها. 

حيث نقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قوله إن طهران أرسلت رداً "بنّاءً" على المقترحات الأمريكية المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي.

ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية نقلاً عن كنعاني، دون ذكر مزيد من التفاصيل، أن "النص الذي أرسلته (إيران) له أسلوب بنّاء يهدف لاختتام المفاوضات".

في وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أقوى من واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مضيفاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يجب أن تتخلى عن "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بشأن أنشطة طهران النووية.

كذلك وبعد محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في الثامن من أغسطس/آب، إن الاتحاد قدّم عرضاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء الاتفاق.

فيما قال أمير عبد اللهيان إن طهران راجعت بعنايةٍ رد واشنطن على النص النهائي الذي نقله الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، بصفته منسقاً للمحادثات النووية.

لم يوضح عبد اللهيان ما المقصود بـ"ضمانات أقوى"، لكن خلال المحادثات، التي استمرت شهوراً مع واشنطن في فيينا، طلبت طهران ضمانات بعدم انسحاب أي رئيس أمريكي في المستقبل من الاتفاق مثلما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018.

ضمانات صارمة 

لكن الرئيس جو بايدن لا يمكنه تقديم مثل هذه الضمانات الصارمة، لأن الاتفاق مجرد تفاهم سياسي وليس معاهدة ملزمة قانونياً.

قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إنه لم يطلع على تصريحات وزير الخارجية الإيراني. وأضاف كيربي للصحفيين: "لذلك لا أعرف ما هي الضمانات التي يتحدث عنها". وتنتظر الولايات المتحدة رداً من الاتحاد الأوروبي والإيرانيين.

كما أضاف: "على الرغم من أننا نتحلى، كما قلت سابقاً، بتفاؤل حذر، فإننا أيضاً ندرك أنه ما زالت هناك فجوات، ونحاول سد هذه الفجوات بإبداء حسن النية والتفاوض من خلال القنوات المناسبة وليس في العلن".

في سياق ذي صلة قال البيت الأبيض في بيان، إن بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الأربعاء، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران مطلقاً بامتلاك سلاح نووي.

من جانبها تعارض إسرائيل العودة إلى الاتفاق المبرم عام 2015. وتعهد بايدن بإحياء الاتفاق، مع ضمان أمن إسرائيل، عدو إيران اللدود في المنطقة.

تحميل المزيد