واشنطن تمنع شركات أمريكية من بيع رقائق ذكية للصين.. قرار سيكبِّدها خسائر بمئات ملايين الدولارات

أصدرت واشنطن أوامر لشركتين من كبرى شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية بالتوقف عن بيع أنواع معينة من الرقائق المستخدمة في منتجات الذكاء الاصطناعي إلى الصين، بحسب ما قال موقع CNN International الأمريكي الجمعة، 2 سبتمبر/أيلول 2022. 

وقالت كل من شركتي "إنفيديا" Nvidia و"إيه إم دي" AMD الأمريكيتين، إن الحكومة الأمريكية طلبت منهما وقف تصدير أنواع معينة من الرقائق العالية الأداء إلى العملاق الصيني.

كما ذكرت وثيقة تنظيمية عن شركة إنفيديا أن مسؤولين أمريكيين علَّلوا الأمر الصادر للشركة بالخشية من مخاطر محتملة تتعلق باستعمال تلك المنتجات، أو تحويلها إلى أخرى، "تُستخدم في النهاية لأغراض عسكرية". 

تشمل التعليمات الصادرة حظرَ بيع رقائق الدوائر المتكاملة A100 وH100، التي تنتجها شركة إنفيديا، وأي أنظمة تتضمنها، حظراً يسري فورَ الإعلام به.

تشير الوثيقة إلى أن تنفيذ هذه الخطوة يخاطر بإيقاف صفقات تجارية بقيمة 400 مليون دولار لشركة إنفيديا. كما ذكرت أيضاً أن هذه التداعيات تشبه إلى حدٍّ كبير ما كشفت عنه توقعات الشركةَ الأسبوع الماضي بشأن تأثر المبيعات المحتملة إلى الصين بتعليمات جديدة.

خسائر يسببها هذا القرار 

تراجعت قيمة أسهم شركة إنفيديا بنسبة 6.6% في تداولات ما بعد الإغلاق بالبورصة الأمريكية يوم الأربعاء، 31 أغسطس/آب، وانخفضت قيمة أسهم "إيه إم دي" بنسبة 3.7%.

من جانبها، قالت شركة إنفيديا في بيان لموقع CNN Business، إنها تتعاون مع "زبائنها في الصين لتلبية طلبات المشتريات المقررة أو المخطط لها بالاستعاضة عنها بمنتجات بديلة، وقد تسعى الشركة للحصول على تراخيص إذا لم تكن البدائل المتاحة كافية".

في السياق ذاته، قالت شركة "إيه إم دي" إنها تلقت أيضاً تعليمات جديدة من وزارة التجارة الأمريكية بإيقاف شحنات رقائق الدوائر المتكاملة "إم آي 250" MI250 إلى الصين.

وأوضحت الشركة، فيما يتعلق بمنتج آخر، أنها "ليس لديها الآن ما يدعو إلى الظن بأن شحنات الدوائر المتكاملة MI100 قد تتأثر بالتعليمات الجديدة. ولا نظن في الوقت الحالي أن تلك التعليمات لها تداعيات مادية على عمليات البيع لهذا المنتج".

تأتي القواعد الجديدة بمثابة تذكير متجدد باستمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة والتكنولوجيا.

كانت الصين والولايات المتحدة وقَّعتا الأسبوع الماضي على اتفاق أوَّلي قلَّ مثيله بين البلدين، ويقضي بالسماح للمسؤولين الأمريكيين بفحص وثائق المراجعة الحسابية للشركات الصينية التي يجري تداول أسهمها في الولايات المتحدة، ما جعل بعض المراقبين يتوقعون حدوث انفراج في العلاقات، إلا أن خبراء حذروا من أن الاتفاق لن يكون له تأثير يعتدّ به في تسوية الكثير من الخلافات بشأن قضايا رئيسية أخرى.

وأشارت كل من شركة "إنفيديا" وشركة "إيه إم دي" إلى أن التعليمات الجديدة لشركات تصنيع الرقائق تشمل أيضاً حظر هذه الصادرات إلى روسيا. وأوضحت الشركتان أنهما لا تبيعان حالياً أي منتجات إلى روسيا.