يفضلون الموت على الترحيل إلى رواندا.. نقل طالبي لجوء من بريطانيا يزيد مخاطر الانتحار بينهم

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/01 الساعة 10:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/01 الساعة 10:32 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لمهاجرين يركبون "قوارب الموت" – رويترز

أفاد تقرير أعدته منظمة بريطانية بأنَّ التهديد بإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا أدى إلى زيادة خطر الانتحار بين بعض اللاجئين، بينما وصف التقرير سياسة الترحيل تلك بأنها "مخطط قاسٍ ومستهجن"، حسبما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 1 سبتمبر/أيلول 2022.

وجاء التقرير الذي أعدته منظمة "العدالة الطبية" (Medical Justice) في بريطانيا، ويضم أدلة طبية، تحت عنوان "من يدفع الثمن؟ التكلفة البشرية لعمليات الترحيل إلى رواندا". 

أول تحليل "متعمق" لطالبي اللجوء ببريطانيا

يعتبر التقرير أول تحليل متعمق لـ 36 طالب لجوء وصلوا مؤخراً إلى المملكة المتحدة واحتُجِزوا في مراكز احتجاز المهاجرين وهُددوا بالترحيل إلى رواندا في 14 يونيو/حزيران الماضي.

إلى جانب إجراء المقابلات مع طالبي اللجوء، حلّل التقرير وثائق وزارة الداخلية البريطانية وتقاريرها عنهم، بالإضافة إلى تقارير من خبراء نفسيين مستقلين أجروا تقييمات لـ17 من المحتجزين المُهدّدين بالترحيل لرواندا.

وأجرى أطباء مستقلون تقييمات متعمقة لطالبي اللجوء الـ36، الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة بين 9 مايو/أيار و21 يونيو/حزيران من هذا العام في قوارب صغيرة أو شاحنات. 

وقد أصدرت وزارة الداخلية إخطارات بالنوايا لجميعهم مفادها أنه يجري النظر في ترحيلهم قسراً إلى رواندا. وصدرت هذه الإشعارات بحق ما يصل إلى 130 شخصاً، على الرغم من إصدار عدد أقل بكثير -37 إخطاراً- مع تذاكر لرحلة 14 يونيو/حزيران.

بينما فر طالبو اللجوء الذين شملهم الاستطلاع من بلدان مختلفة بما في ذلك العراق وإيران وسوريا وإريتريا.

تعذيب واضطرابات وتفكير بالانتحار

من بين 36 طالب لجوء شملهم الاستطلاع، أظهر 26 منهم أدلة على تعرضهم للتعذيب قبل وصولهم إلى المملكة المتحدة، وأظهر 15 دليلاً على اضطراب ما بعد الصدمة، كما عانى 11 منهم من أفكار انتحارية، وحاول واحد الانتحار مرتين.

لا يُعرف سوى القليل عن كيفية اختيار طالبي اللجوء للترحيل إلى رواندا، بخلاف شروط الواصلين بعد تاريخ 1 يناير/كانون الثاني 2022، واعتبار وزارة الداخلية مطالباتهم "غير مقبولة" وأنهم ليسوا أطفالاً غير مصحوبين بذويهم.

وخلُص التقرير: "يبدو أنَّ الاختيار يحدث عشوائياً"، في الوقت الذي حدّد فيه الأطباء، ضمن التقرير، أنَّ خطر الانتحار بالنسبة للبعض قد تفاقم بسبب احتمال الترحيل إلى رواندا، وأنَّ هذا التهديد قد ضاعف من مشكلات الصحة العقلية القائمة.

وأفادت صحيفة الغارديان في يونيو/حزيران بأنَّ الجمعيات الخيرية التي تدعم طالبي اللجوء قالت إنها توثق محاولات انتحار بين أولئك المهددين بإرسالهم إلى رواندا.

إيرانية ويمني حاولا الانتحار

وتشمل الحالات طالبة لجوء إيرانية حاولت الانتحار وأخبرت العاملين في الجمعيات الخيرية أنها اتخذت هذا الإجراء لاعتقادها بأنها تواجه نقلها إلى رواندا. لكنها نجت بعد نقلها إلى المستشفى وإنقاذها.

كما صوّر طالب لجوء يمني يبلغ من العمر 40 عاماً مقطع فيديو مُوجَّه إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، يوضح فيه أنه بعد وصوله إلى المملكة المتحدة في 13 أبريل/نيسان واكتشاف خطط النقل إلى الخارج في رواندا، "لم يكن أمامي خيار آخر سوى قتل نفسي".

في السياق، قالت المستشارة النفسية راشيل بينغهام، بالمنظمة البريطانية، إن الأطباء أشاروا إلى أن خطر الترحيل إلى رواندا سيكون له تأثير شديد على الصحة العقلية".

كما أكدت أن سياسة الترحيل المتبعة "تضع الأشخاص عن عمد في موقف مدمر للغاية ويجب اعتبارها ضارة بشدة".

تحميل المزيد