أعلنت مسؤولة كبيرة في شركة جوجل، الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، أنها ستترك العمل مع محرك البحث العملاق، بسبب التصرفات العدائية التي تقوم بها الشركة بحقها، بعد أن أعلنت رفضها توقيع عقد مع جيش الاحتلال بقيمة مليار دولار أمريكي.
حيث قالت مديرة التسويق لمنتجات جوجل التعليمية، أرييل كورين، إنها ستستقيل من عملها في جوجل "بسبب التصرفات الانتقامية، والبيئة المعادية، والإجراءات غير القانونية من قبل الشركة"، وفق ما ذكره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
الموقع أوضح أن ذلك يأتي بعد فترة وجيزة من مساعدة آرييل كورين في صياغة خطاب بين عمال جوجل وأمازون، ينتقد مشروع "نيمبوس"، الذي يسهل مراقبة الفلسطينيين، ويساعد في توسيع المستوطنات الإسرائيلية.
كما أوضحت مديرة التسويق للمنتجات التعليمية أن مديرها أبلغها بعد صياغة الخطاب، أنه يجب أن تنتقل إلى البرازيل أو أن تخسر منصبها.
أضافت أرييل كورين، في خطاب نشرته عبر حسابها في تويتر: "بدلاً من الاستماع إلى الموظفين الذين يريدون أن تلتزم الشركة بمبادئها الأخلاقية، تسعى الشركة بقوة وراء العقود العسكرية، وتجرد أصوات موظفيها من خلال نمط من الإسكات والانتقام مني وضد كثيرين آخرين".
كما أكدت أنها خلال عملها في "جوجل" شاهدت عملية إسكات منهجية للأصوات الفلسطينية واليهودية والعربية والمسلمة، القلقة بشأن تواطؤ الشركة في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية، التي تصل حد الانتقام.
فيما أشارت إلى أن الشركة نجحت من خلال خلق بيئة من الخوف بين الموظفين، بحماية مصالحها التجارية مع جيش وحكومة الاحتلال. ودعت موظفي شركتي "جوجل وأمازون" لقراءة مشروع "نيمبوس"، كما حثت العاملين في الشركتين على الوقوف ضد المشروع.
انتقاد صفقة جوجل مع إسرائيل
أمضت كورين أكثر من عام في التنظيم ضد مشروع "نيمبوس"، وهو اتفاق بقيمة 1.2 مليار دولار لشركتي جوجل وأمازون لتزويد إسرائيل وجيشها بخدمات محرك البحث العملاق.
بينما قالت متحدثة باسم الشركة لصحيفة نيويورك تايمز، إن الشركة "تحظر الانتقام في مكان العمل، وتشارك علانية سياستها الواضحة للغاية". وأضافت: "لقد حققنا بدقة في مطالبة الموظف، كما نفعل عندما تثار أي مخاوف".
تابعت المتحدثة: "الشركة فخورة بأنها اختيرت من قبل الحكومة الإسرائيلية لتقديم خدمات الحوسبة السحابية العامة للمساعدة في تحويل البلاد رقمياً".
كما نشر 15 موظفاً آخر في جوجل شهادات على موقع "يوتيوب" الثلاثاء وتحدثوا إلى نيويورك تايمز، منتقدين معاملة الشركة للفلسطينيين والرقابة التي تفرضها على الموظفين الذين يدعمونهم، وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الموظفين، باستثناء اثنين، ظلوا مجهولين خوفاً من الانتقام.
قال أحد العمال إن "مشروع Nimbus يجعلني أشعر وكأنني أكسب عيشي من اضطهاد عائلتي". تحدث بعض الموظفين عن معاقبتهم بعد أن اتهمهم زملاء العمل بمعاداة السامية بسبب إعلانهم "ادعموا فلسطين". وقال موظف آخر إن زميله اتهمهم بمعاداة السامية لتعريفهم بأنهم "فلسطينيون أمريكيون".