رويترز: هجمات بالصواريخ على حقل غاز بشمال العراق تدفع المتعاقدين الأمريكيين للرحيل

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/30 الساعة 07:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/30 الساعة 07:28 بتوقيت غرينتش
إقليم كردستان العراق - عمال في مصفاة كاوركوسك/gettyimages

دفعت سلسلة من الهجمات الصاروخية على حقل للغاز في شمال العراق المتعاقدين الأمريكيين الذين يعملون في مشروع توسعة الحقل إلى حزم حقائبهم والرحيل، مما وجه ضربة لآمال المنطقة الكردية في زيادة إيراداتها وتقديم بديل صغير للغاز الروسي.

حسب تقرير لوكالة رويترز، الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، تم تعليق مشروع توسعة حقل خور مور في نهاية يونيو/حزيران بعد ثلاث هجمات صاروخية. والمشروع تديره شركة بيرل بتروليوم التي تمتلك شركة دانة غاز أبوظبي ووحدة نفط الهلال التابعة لها الأغلبية فيها.

قالت مصادر في الصناعة ومن الحكومة الكردية إن عمالاً من شركة إكستران في تكساس عادوا الشهر الماضي لاستئناف العمل لكن صاروخين آخرين أصابا الموقع في 25 يوليو/تموز الماضي، مما أجبر الشركة على المغادرة مرة أخرى دون تحديد موعد للعودة.

"خور مور" هو واحد من أكبر حقول الغاز في العراق وتهدف الخطة الرامية لتوسعته إلى مضاعفة الإنتاج في منطقة في أمسّ الحاجة إلى مزيد من الغاز لتوليد الكهرباء ووضع حد للانقطاع شبه اليومي للتيار الكهربائي.

كما قالت المصادر إنه لم تقع أضرار جسيمة جراء الهجمات في العراق ولم تتعطل العمليات الحالية لكن مشروع التوسعة الذي يتضمن بناء خط أنابيب جديد في مرحلة لاحقة إلى تركيا تم تعليقه إلى أن تنعم المنطقة بالأمن.

يهدف المشروع أيضاً إلى تصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا فور تلبية احتياجات السوق المحلية. ويتم تمويل المشروع جزئياً من خلال اتفاقية بقيمة 250 مليون دولار مع شركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية.

أصبحت إكستران ثالث شركة تعلق أعمالها منذ أن بدأت الهجمات في استهداف الحقل في 21 يونيو/حزيران بعد أن أوقفت شركتان تركيتان من الباطن، هما هافاتك وبيلتك، العمل بالفعل. وامتنعت دانة غاز عن التعقيب. ولم ترد إكستران وهافاتك وبيلتك على طلبات للتعليق.

صواريخ تهدد تصدير الغاز من العراق

في العام الماضي، وقعت الحكومة الكردية عقداً مع شركة كار المحلية للطاقة لبناء خط أنابيب من خور مور عبر العاصمة الإقليمية أربيل إلى مدينة دهوك بالقرب من الحدود التركية، وذلك بالتوازي مع خط أنابيب قائم بالفعل.

تكلف التأخيرات حكومة إقليم كردستان المثقلة بالديون غرامة كبيرة وستعطل الخطط الكردية الرامية إلى تصدير الغاز.

بينما قال المصدر الحكومي إنه إذا لم تكن البنية التحتية جاهزة بحلول مايو/أيار 2023، وهو الموعد المحدد للاستلام أو الدفع، فسوف يتعين على الحكومة الكردية دفع 40 مليون دولار لشركة دانة غاز شهرياً إلى أن تصبح جاهزة.

كما قال علي الصفار مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وكالة الطاقة الدولية: "الأكثر من ذلك هو الضرر الذي يلحق بالسمعة؛ لأن التهديدات الأمنية المتزايدة تضيف بعداً آخر من المخاطر التي يمكن أن تؤثر على تكلفة رأس المال والتأمين". ولم ترد حكومة إقليم كردستان على طلب للتعليق.

حسب رويترز، تمتلك دانة غاز الحق في استغلال اثنين من أكبر حقول الغاز في العراق وهما خور مور وجمجمال اللذان ينتجان حوالي 450 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً. وتخطط الشركة لمضاعفة الإنتاج إلى ما يصل إلى مليار قدم مكعب يومياً في السنوات القليلة المقبلة، وهو ما يكفي لتغطية الاحتياجات المحلية.

مع وجود 16 تريليون قدم مكعب من الاحتياطيات المؤكدة، يمكن أن يرتفع الإنتاج إلى 1.5 مليار قدم مكعب يومياً، مما يتيح كمية كبيرة للصادرات. وتوفر دانة غاز حوالي 80 بالمئة من المواد الخام للغاز في المنطقة، وفقاً لمصدر في الصناعة.

اتهامات تلاحق الحرس الثوري الإيراني

مع ذلك، فإن خطة المنطقة لتصدير الغاز قد تهدد مكانة إيران كمورد رئيسي للغاز إلى العراق وتركيا في وقت ما زال اقتصادها يعاني من العقوبات الدولية.

قال مسؤولون إن الحرس الثوري الإيراني أطلق في مارس/آذار عشرات الصواريخ الباليستية على أربيل في هجوم بدا أنه يستهدف خطط المنطقة لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز.

في حين لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات الخمس على خور مور منذ يونيو/حزيران، قال مسؤولون أكراد ودبلوماسيون ومصادر بالصناعة وخبراء في الطاقة إنهم يعتقدون أن فصائل تدعمها إيران هي المسؤولة عن الهجمات. ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلب للتعليق.

لكن اثنين من الدبلوماسيين المقيمين في العراق قالا إنهما يعتقدان أن التنافس داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو الحزب الذي يسيطر على الأرض التي يقع فيها الحقل، أدى إلى انتقام طرف ما لاستبعاده من مشروع التوسعة.

بينما نفى مسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، هذه الرواية للأحداث.

تحميل المزيد