تواصلت الاشتباكات صباح الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، في العاصمة العراقية، التي بدأت الإثنين في المنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث سمع أصوات إطلاق نار بشكل متفرق وذكرت تقارير أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى أكثر من 30 قتيلاً.
فيما قالت خلية الإعلام الأمني في العراق الثلاثاء إن المنطقة الخضراء في بغداد تعرضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني وأسفرت عن أضرار، بينما فعّلت السفارة الأمريكية في بغداد منظومة الدفاع الجوي المخصصة لحمايتها في أكثر من مرة.
بينما تتواصل الاشتباكات قررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، وقالت: "رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، وجه بتعطيل الدوام الرسمي ليوم الثلاثاء، لاستمرار فرض حظر التجوال".
يأتي ذلك بعد أن قُتل 20 شخصاً، الإثنين، في المنطقة الخضراء وأصيب العشرات بجروح وسط حالة من الفوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، ما أثار غضب أنصاره الذين اقتحموا القصر الحكومي، بينما أعلن الجيش فرض حظر تجوال شامل.
حيث سقط هذا العدد من القتلى في اشتباكات مسلحة بين متظاهرين وقوات الأمن بالمنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، في حين تداول نشطاء على منصات التواصل مقطع فيديو لجندي عراقي قالوا إنه قُتل في الاشتباكات الدائرة بالمنطقة الخضراء.
بينما تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ومنصات إعلامية، مساء الإثنين 29 أغسطس/آب، مقاطع فيديو لاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في بغداد، ولم يتضح بعدُ أطراف الاشتباك.
سقوط قذائف في المنطقة الخضراء
في حين قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 7 قذائف هاون على الأقل سقطت مساء الإثنين في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات، ورصد مراسل الجزيرة وقوع ستة انفجارات داخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، ونقل عن شهود عيان سقوط قتلى وإصابات وسط المتظاهرين.
من جهتها، دعت مصر والجزائر والجامعة العربية العراقيين إلى تغليب لغة الحوار من أجل تجاوز الأزمة السياسية الراهنة، مع تحذير من انزلاق البلاد إلى "مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء".
فقد أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره العراقي برهم صالح، أكد فيه "دعم جمهورية مصر العربية لأمن واستقرار وسلامة الشعب العراقي"، بحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
كما أعرب السيسي عن "أمله في تجاوز الأزمة السياسية عبر الحوار وبما يحقق الاستقرار والأمن والرخاء للعراقيين".
فيما قالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان: "نتابع ببالغ القلق تطورات الأوضاع في هذا البلد الشقيق (العراق) في ضوء مستجدات الأزمة السياسية وما انجر عنها مؤخراً من مظاهر خطيرة للعنف".
بينما دعت الخارجية الجزائرية جميع الأطراف إلى "تفضيل لغة الحوار وتغليب المصلحة العليا للبلاد؛ حفاظاً على الأرواح والممتلكات"، معربة عن أملها "أن يتمكن هذا البلد الشقيق من تجاوز المرحلة الراهنة واستعادة أمنه واستقراره بتضافر وتوحد جهود جميع أبنائه".