دعت اليابان، الأحد 27 أغسطس/آب 2022، في ختام "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا" (تيكاد) المنعقدة في تونس، إلى "معالجة الظلم التاريخي" لإفريقيا ومنحها مقعداً دائماً في مجلس الأمن، وإلى إصلاح هذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة، حسبما جاء في كلمة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا.
كما أعربت الدول الإفريقية واليابان في "إعلان تونس" عن "قلق بالغ إزاء الوضع في أوكرانيا وتأثيره على الاقتصادات الإفريقية والعالمية"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
استثمار 30 مليار دولار بإفريقيا
إلى ذلك جددت اليابان في ختام "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد) في تونس الأحد التزامها بتوثيق التعاون" مع القارة والضغط من أجل حصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أنها ستستثمر فيها 30 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات.
في السياق، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في كلمته: "أريد أن أؤكد مجدداً رغبة اليابان في العمل مع إفريقيا كشريك"، مشدداً على الرغبة في "توثيق التعاون والعمل يداً بيد مع شعوب إفريقيا لتحقيق السلم والاستقرار".
كما اعتبر الزعيم الياباني أنه من "الملح معالجة الظلم التاريخي" تجاه إفريقيا ومنحها مقعداً دائماً في مجلس الأمن حتى "يعمل بفاعلية"، موضحاً أنه سيدعو مع شغل بلاده العام القادم وحتى 2024 مقعداً غير دائم في المجلس إلى إصلاح هذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة وتخصيص مقعد دائم فيها للقارة.
كيشيدا أضاف أيضاً أن "اليابان مستعدة لتكثيف جهودها" في هذا الاتجاه وستكون "لحظة حقيقة للأمم المتحدة". وتابع: "لكي تعمل الأمم المتحدة بفاعلية من أجل السلام والاستقرار، هناك حاجة ملحة لتقوية الأمم المتحدة من خلال إصلاح مجلس الأمن".
من جانبه، دافع الرئيس السنغالي ماكي سال الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي عن هذه الفكرة، إذ قال سال: "ما يزعزع استقرارنا ويمنعنا من التطور يجب أن يأخذه مجلس الأمن في الحسبان وهذه مهمته".
ويضم مجلس الأمن 15 عضواً، خمسة منهم دائمون (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، بينما تشغل بقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المقاعد الأخرى بالتناوب لمدة عامين.
وبعد أن أكد رئيس الوزراء الياباني أن طوكيو ستقوم بـ"استثمارات عامة وخاصة" في القارة بقيمة 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة القادمة، مشدداً على أنها "تريد تعزيز الشراكة مع إفريقيا أكثر"، أوضح أن بلاده ستقدم مساعدة بقيمة 8.3 مليار دولار لدول منطقة الساحل المضطربة من أجل "تحسين الخدمات الإدارية لخمسة ملايين من سكان هذه المنطقة".
مبعوث للقرن الإفريقي
إذ كشف فوميو كيشيدا أيضاً أن طوكيو ستعين مبعوثاً خاصاً إلى منطقة القرن الإفريقي حيث "يتدهور الوضع الإنساني مع تزايد اللاجئين ونقص الغذاء".
وكان الزعيم الياباني قد أعلن في أول أيام الندوة السبت أن طوكيو ستطلق "مبادرة النمو الأخضر لإفريقيا ونستثمر (فيها) 4 مليارات دولار".
كما أكد الأحد أن اليابان ستمول تدريب "كوادر أمنية وعاملين في الأمن".
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التونسي قيس سعيّد إن "القارة الإفريقية عانت الكثير وما زالت تعاني، وتلاحظون خلال المدة الأخيرة تراكم أعمال العنف في إفريقيا، وللأسف في ليبيا أمس الأوضاع انفجرت".
بدوره، لفت الرئيس السنغالي إلى أن بعض دول غرب إفريقيا "تخصص 30% من ميزانيتها لمكافحة الإرهاب"، مطالباً بعدم احتساب "هذه التكاليف الجديدة" ضمن العجز الاقتصادي لتلك الدول.
هيكلة الديون
وعلى صعيد الديون، تحدث ماكي سال عن "إعادة هيكلة الديون أو إلغائها" مكررّاً المطلب الإفريقي بـ"إعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة" في صندوق النقد الدولي. كما دعا مجموعة العشرين إلى تطوير مبادرتها لتعليق ديون الدول الفقيرة. وأضاف سال: "لا يمكن أن نترك إفريقيا في هذا الوضع خلال أزمة مزدوجة بسبب كوفيد والحرب في أوكرانيا" أدت إلى "صدمة كبيرة" للاقتصادات الإفريقية.
من جهته، دعا سعيّد إلى "رسملة القروض" وتحويلها إلى استثمارات "حتى تكون مصدراً للثروة عوض أن تبقى الدول دائماً رهينة قروض يمكن أن تؤدي بعض المقاصد لكنها تثقل بالتأكيد كاهل الدول والمواطنين".
كما أعربت الدول الإفريقية واليابان في "إعلان تونس" الصادر في ختام "تيكاد" عن "قلق بالغ إزاء الوضع في أوكرانيا وتأثيره على الاقتصادات الإفريقية والعالمية". ويتناول الإعلان المحاور الثلاثة الرئيسية لتعاون اليابان مع إفريقيا: تسريع النمو عبر الاستثمار في الاقتصاد الأخضر والشركات الناشئة، والعمل على إرساء "اقتصاد مرن" مع دعم إنتاج الأدوية واللقاحات والأمن الغذائي، و"السلام والأمن" من خلال دعم الوساطة ومنع نشوب النزاعات.